الباحث في الفكر الإسلامي السالك/محمد موسى يرد على المحامي ولد إمين بالأدلة
توضيح
كتبت البارحة- انتصارا لعرض إمام دار الهجرة- تدوينة استنكر فيها ما صدر من المحامي المسيء محمد ولد امين في حق هذا الإمام في عبارة استهزاء و طعن تواتر عليها بعض المدونين ساعات قبل ان ادون في الأمر . وهذه العبارة هي قول المحامي المسيء في محادثة بينه وبين الأستاذ أحمد ابو المعالي:((يقولون لك عن عياض المراكشي عن أمخسور بن أنس ))
و قد أهبت في تدوينتي بالجهات المختصة أن تردع هذا المسيء زجرا لأمثاله.
وتجاوبا مع تعليقات بعض المدونين أقدم مايلي:
1- ذكر بعض المؤرخين في ترجمة الامام مالك ان أمه حملت به سنتين او أكثر .وهذا في مورد الاخبار لا شيئ في ذكره ان ثبتت روايته .لكن اخراجه من سياقه الى وصف عالم المدينة بصفة لها دلالة مثيرة للجدل وقدحيةعند غالب الناس هو مقصد خبيث يكشف عن رغبة في النيل من هذا الامام ويبدو من متابعة تدوينات المحامي ان هذا غدا شنشنة تعرف منه.
2- تناول الفقهاء مسألة (أقصى مدة الحمل ) التي ينبني عليها حكم ما يسمى بالحسانية(أمخسور) .و نظرا لمحدودية وسائل الأطباء وانعدام طرق الفحص الناجعة قديما ، فقد اعتمد الفقهاء على الاجتهاد و استند بعضهم الى بعض القصص والروايات التي – وان كانت نادرة الوقوع – فقد ثبتت عنده .
فكان خلافهم كبيرا في تحديد أقصى مدة الحمل اذ تراوحت بين تسعة أشهر وخمس سنين .
وفي عصرنا الحاضر الذي بلغ فيه علم الطب درجة عالية من التطور.أصبح المعتمد في الفتوى لدى المحقققين ان أقصى الحمل تسعة اشهر او سنة احتياطا .وذلك بناء على خبرة الأطباء الثقات .لكن هناك تفسيرا علميا قد يفسر تلك الروايات والقصص التي نقلت عن ثقاة و تضمنت ان امراة او نساء استمر الحمل لديهن اكثر من سنة. وهذا التفسير هو ان الامر في هذه الروايات يتعلق بظاهرة ثابتة طبيا تسمى (الحمل الكاذب) وهو -حسب مراجع طبية- حالة نفسية ينتج عنها لدي بعض النساء توهم حمل زائف .فيؤثر هذا التوهم على الغدة النخامية المسؤولة عن هرمونات الأنوثة.وتبدأ اغلب اعراض الحمل الحقيقى تظهر لدى المرأة (تقيؤ.انتفاخ البطن،اضطراب الدورة االشهرية،الشعور بحركة تشبه حركة الجنين في الرحم….) وقد تستمر اعراض الحمل الكاذب – حسب مراجع طبية – عدة سنوات اذا امتنعت المراة عن احراء فحوص الحمل الكفيلة بتحديد وجوده من عدمه( فحص الهرمونات،الفحص بالأشعة فوق الصوتية..).
ومن هنا يمكن تفسير تلك الروايات عن نساء استمر حملهن اكثر من سنة -وهي على العموم حالات نادرة- بانهن كن ضحايا وهم (الحمل الكاذب)واستمر ت اعراض هذا الحمل الكاذب لديهن ثم حصل حمل حقيقي في آخر الفترة المزعوم استمرار الحمل فيها.ونظرا لانعدام طرق الفحص الطبية الكفيلة بحسم الموضوع (فحص الهرمونات والفحص بالصدى)،فقد تم الاعتقاد – عن خطأ- ان فترة الحمل الكاذب هي فترة حمل حقيقي.وقد اخذ بعض الفقهاء قديما بهذا الاعتقاد وهو معذور في اجتهاده الخاطئ.
3- يتضح مما سبق أن قضية الحمل الكاذب (أمخسور) التي لم تحسم علميا الا في العصر الحاضر، ، هي حالةنادرة الوقوع ولا يدل وقوعها لامرأة على عدم نزاهتها ،فهي قد تقع للعفيفة كما قد تقع لغير العفيغة. ولكن حيث ان الجدل حول (أمخسور)كثيرا ما يثار بمناسبة ظهور حمل حقيقي بامرأة مطلقة بعد فترة من انتهاء عدتها بالقروء من زوجها السابق ،فتعمد هذه المطلقة واهلها غالبا الى الحاق هذا الحمل بالزوج السابق بناء على فكرة (أمخسور)وغالبا ما يرفض الزوج الاعتراف بالحمل .فينشأ نزاع امام المحاكم.حيث ان مفهوم(أمخسور)أصبح يحيل الى هذا النزاع و الجدل.فأنه ليس من اللائق تعميم اطلاقه في كل حالة (حمل كاذب )لا يتم كشفه يقع لامراة عفيفة في عصمة زوجها .لأن في هذا الاطلاق نوعا من القذف وسوء الظن بالمسلمين ولا سيما في تلك العصور القديمة التي لم تتوفر فيها طرق الفحص الطبي الناجعة..
4- اخذ على بعض المدونين انني دعوت الى معاقبة المحامي على هذه الإساءة وانني امارس الوصاية والتخوين بل شكك بعضهم في نسبة التدوبنة الى انا الدارس للفلسفة ..واقول لهؤلاء ان المحامي ولد امين مثقف كبير وكاتب بارع وهو يقصد ما يقول ويدركه . وليس من الوارد تعليمه ولا تهذيبه . ((والشيخ لا يترك عاداته …البيت )))ولكن من الوارد زجره و حسم شره صيانة لقيم المجتمع ورموزه.
5- من عدم دقة عبارة المحامي نسبته القاضي عياض الى مراكش .وهذا ليس دقيقا فالقاضي عياض اليحصبي بنسب عادة الى سبتة اصله ومنشؤه فيقال عياض السبتي
وفي ذلك يقول احد العلماء مقرظا مصنفه العجيب (مشارق الأنوار)
مشارق أنوار تبدت بسبتة…. ومن عجب كون المشارق بالغرب
صحيح ان القاضي عياض تولى القضاء بمراكش في آخر عهد المرابطين في قصة مشهورة وقد كان من أسباب مقتل القاضي على يد الموحدين ميله للمرابطين وقبوله منصب القضاء لديهم.فكيف ينسب عالم لمدينة عاش فيها آخر عمره؟!