فضيحة مدوية بيع القدس/فاروق جويدة
منذ اختلطت السياسة برأس المال فسدت السياسة واختلت منظومة رأس المال .. وللإنصاف فإن الفساد بدأ من الدول الغنية خاصة المتقدمة منها ودخلت قواميس السياسة العمولات فى الصفقات والزواج الباطل بين المال والسلطة .. وفى الأيام الأخيرة قرأت وشاهدت عن اتهامات كثيرة تمس السمعة المالية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب وربما كان السبب فى ذلك أن ترامب يمثل الرأسمالية الأمريكية فى أسوأ صورها فقد جمع بين تجارة العقارات وأوكار القمار والدعارة والأخيرة هى أسوأ أنواع البيزنس فى تاريخ الشعوب .. هناك اتهامات كثيرة وجهها الإعلام الأمريكى للرئيس ترامب انه تلقى دعما ماليا فى معركته الانتخابية من أكثر من رجل أعمال يهودى وان ذلك كان تمهيدا لهذا القرار الخطير الذى أهدى فيه ترامب القدس للدولة العبرية .. وبدأت الصحافة فى العالم وليس فى أمريكا فقط تتحدث عن الفساد الذى أدى إلى هذا الزواج الباطل بين المال والسلطة .. إن المعروف أن الشركات الكبرى فى أمريكا لها علاقات خاصة مع السلطة ممثلة فى الكونجرس ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض وعلى سبيل المثال فإن الحكومة الأمريكية لابد أن توافق على تصدير صفقات السلاح لدول العالم وما بين إنتاج السلاح والبيت الأبيض والوسطاء وشركات السلاح هناك علامات استفهام كثيرة حول العمولات خاصة أن صفقات السلاح تصل لأرقام خيالية بالمليارات .. إن كثيرا من الأقاويل تحيط الآن بالرئيس ترامب خاصة انه يعانى ظروفا مالية صعبة فيما يخص ممتلكاته وأنشطته التجارية وربما تكون هذه النقطة من اخطر المناطق التى يتعرض فيها الرئيس الأمريكى للنقد والتجريح خاصة إذا ثبتت علاقته برجال الأعمال اليهود الذين اشتروا القدس من الرئيس الأمريكى .. إن خلط السياسة بالمال قضية خطيرة لأنها ضيعت شعوبا كثيرة وشوهت صورة حكام لن يكون ترامب أولهم ولن يكون أخرهم لأنه لو ثبت انه باع القدس لليهود فسوف تكون الفضيحة مدوية فى قلب أمريكا وليس خارجها فقط لأن الرئيس ترامب لم يترك شيئا إلا وتاجر فيه ابتداء بالقمار والدعارة والعقارات.