أقلام

حنفي دهاه يبعث بقصيدة لولد بون في سجنه

 

 

 

إلى ولد بونه فك الله أسره:

لا تنكسر مهما عتا السجان
فالسجن للحرّ الشريف مكان

لا تنكسر مهما رمتك قسيّهم
و قسىا عليك البغي و الطغيان

لا تنكسر كل القيود أساور
و الحادثاتُ صروفُها تيجان

حدّث ضميرك إن خلوتَ، و لاتخف
جدرانُ سجنك ما لها ءاذان

هل كان جرماً أن ضربت بمِعول
فتناكست من تحته الأوثان

و انحزت للإنسان فيك، و إنما
عين العُلى إنسانها الإنسان

و الحق إن كرّت جحافل جيشه
ولّى يجرُّ ذيوله البهتان

هل كان جُرماً أننا أرواحنا
مهما غلت تُفدى بها الأوطانُ

و متى تُصب أجفاننا بعُوّارها
فعلى قذاها تغمض الأجفان

هل كان جرماً أن فوق ظهورنا
يومَ الكريهة تُحمل الأكفانُ

سقط الرجال جميعهم.. في دولتي
لم يبق إلّا خائنٌ و خِوانُ

قد صار للثورات في قاموسهم
معنى هو التسليم و الإذعان

بلدٌ تناوشه الذئاب وصفّقت
من خلفها – لغبائها- جرذان

و الشعب أصبح من تعاسة حظه
غنماً رعى قطعانها السرحان

سل دولة الجنرال، كم نهبت، و كم
سرقت فسوف تجيبك الشطآن

ستجيبك الحيتان فيها أنها
بلدٌ تولّى حكمه الشيطان

لا تقتل الشعر الجميل بمدحه
يا سيدي، كي لا يقال: جبانُ

لا تنكسر إن يعجموك فإنما
من عَجمها تتكسر العيدان

و اصمُد نكن بك صامدين أعِزّةً
و اصبر فكلُّ القارعات أمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى