أقلام

محمد سالم /ابن عمر يكتب: تدني مستويات التلاميذ في المواد العلمية والأدبية الأسباب والتداعيات

 

 

 

تدني مستويات التلاميذ في المواد العلمية الأدبية:أسبابه وتداعياته:
إن تدني مستويات التلاميذ في المواد العلمية يرجع سببه إلى تدريسها بالفرنسية،المفروضة عليهم،والذي يحد من قدرات أساتذتها في الأداء،ويحد من قدرات التلاميذ على الفهم والإستيعاب،رغم الجهود الكبيرة والمصاريف الباهظة التي يطلع بها الأهالي لمؤازرة أبنائهم وتحفيزهم بدروسة التقوية المدرسية والمنزلية،ورغم المنح والجوائز الكبيرة والدعم السخي الذي تقوم به وزارة التهذيب …
أما تدني مستوياتهم في المواد الأدبية فيعود للحملة الشعواء التي تخوضها الوزارة وبعض الأساتذة العلميين ضد تعلم هذه المواد،حيث يصفونها بالمواد الثانوية ويسخرون من طلابها ولا يوجهون الأذكياء إليها،ولا يشجعون النابغبن فيها ولا ينال المتفوقون فيها منحا ولا جوائز ولا تقام لها مسابقات لشحذ همم أصحابها،وتحفيزهم على بذل الجهد في دراستها وإتقان موادها.
إن دولة تعمل على إحداث شرخ وقطيعة وشقاق بين أهل العلم وأهل الأدب لحري بتعليمها أن يتأزم وبمستويات طلابها أن تتقزم،وبعبقريات فلذات أكبادها أن تتلاشى وتتهدم…
إن العلم والأدب وجهان لعملة المعرفة الرفيعة وقيمها النبيلة،ولا غنى لأحد الوجهين عن الثاني،بل إن كلا منهما يتمم الآخر ويوسع مدارك صاحبه وينور فكره ويشحذ ذهنه…
لذا كان الأطباء والمهندسون العظماء كتابا وشعراء،وكان الأدباء اللامعون المبدعون علماء في الرياضيات والكيمياء وخبراء في الطب وحتى علم الفلك…وحينها كان فهمهم دقيقا وعطاؤهم كبيرا وإبداعهم جليلا وخلقهم رفيعا….
والآن نرى سجالا وتعصبا أعمى وشرخا كبيرا وعداء بين من يفترض أنهم أهل العلم ومن يفترض انهم أهل الأدب.
ويستفحل الصراع المرير ليصل أعلى درجاته حين يحاول أنصار العلم القضاء على الأدب وأعوانه بحجج واهية وأدلة ساذجة،متناسين أن الأدب ينبع منا،أما العلم فمن ملاحظاتنا للطبيعة، ورصدنا لقوانينها،وأن الأدب أقرب للنفوس وأقوى تأثيرا فيها من العلم،فهل يريدون لنا أن نجهل ذواتنا فلا نعلم شيئا عن أحاسيسها ومشاعرها وأفراحها وأتراحها وآمالها وآلامها وطبائعها وقيمها ونزواتها وأسقامها،لنعلم بالمقابل كل صغيرة وكبيرة في هذي الطبيعة والتي نحن بالفعل جزء منها؟ألا يؤدي ذلك إلى جهلنا بخصوصيتنا وسيطرة الطبيعة علينا وتأثيرها فينا بدل أن نسيطر عليهل ونؤثر فيها؟
إن تطلعنا للأدب ودراستنا له وإبداعنا فيه يؤكد إنسانيتنا ويزيد وعينا ودرايتنا وينمي مهاراتنا ويشحذ إرادتنا ويعلي قيمنا ويحدد مؤشر التطور الحق عندنا…
وإني لأخاف من أن نصل لمرحلة من ازدراء الفكر والأدب وعلوم الإنسان تؤدي إلى اختفاء الملكات اللغوية المؤثرة، وانعدام التدبر والتعقل المنطقي وجهل الحقوق واضمخلال الوعي واندثار القيم…فما ذا نحن فاعلون لانتشال مجتمعنا من مخالب الضياع الإنساني الروحي واللهث وراء رجس المادة؟

محمد سالم/ابن عمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى