أقلام

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقة 24)

 

 

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله

من القصر إلى الأسر

الحلقة 24

معركة ” ابطاح الرجل”

أم الصدام الثاني مع البوليزاريو فقد حدث عندما وصلتنا أخباربأن وحدة من قواتها ربما تكون في طريقها لاستهداف مدينة أطار التي كان يوجد بها عدد من العسكريين الفرنسيين ،فخرجت من أطار على رأس وحدة من الجيش لرصد ومراقبة الأوضاع في محيط المدينة ، وقد قادتنا عمليات البحث إلى العثور على وحدة البوليزاريو المذكورة
عند منطقة ” ابطاح الرجل” بين أطار وشنقيط، حيث كانت قدهاجمت شاحنة مدنية تقل عددا من المواطنين استأجروها لنقل التمور، وعلى الفور حدث تبادل لإطلاق النار معهم قبل أن يلوذوا بالفرار واخذوا معهم الشاحنة المدنية ومن عليها من المواطنين ، فطاردناهم ممااضطرهم لترك الشاحنة وإشعال النار فيها، إلا أنهم اصطحبوا معهم بعض ركابها وتركوا البقية

– اتهامات الولاء مجددا

بعد هذه الحادثة راجت شائعات في أطار مفادها أن الرائد محمد خونا ولد هيداله كان على علم بتحركات وحدة البرليزاريو وقد تغاضى عنهم وتركهم يهربون، أخذت شائعات التشكيك في ولائي لوطني تتردد في بيوتات أطار وعلى ألسنة رجالها الكبار، حيث قامت جماعة من هاؤلاء يتقدمهم الأمير أحمد ولد الداه بالتوجه إلى انوكشوط والإجتماع بوزير الدولة للسيادة الداخلية أحمد ولد محمد صالح وطرح الموضوع عليه، وقد طلب منهم الوزير العودة إلى أطار على أن يلتحق بهم وبالفعل وصل ولد محمدصالح إلى أطار وعقد اجتماعا عاما ضم أعيان المدينة ووالي آدرار ، وتم استدعائي للحضور وفي هذا الإجتماع طرح عدد من الأعيان نفس الإتهامات ، وكان من أشدهم اندفاعا في طرح الموضوع بحماس “معروف ولد محمد صالح ” شقيق الوزير، أما الوالي ” نجام لروان “فقد قال في مداخلته أنه لايرى أي سند لهذه الإتهامات ، وأن كل مايراه من خلال عملي هو التفاني في خدمة البلد والدفاع عنه ، وبعد مداخلة الوالي أشار إلي الوزير للتدخل للرد، لكني رفضت الرد أو الحديث في الموضوع في اجتماع مدني كهذا ، وانتهى الإجتماع عند هذا الحد

وفي نفس السياق جاء طلب وكيل الجمهورية في أطار حينها ” ديدي ولد بونعامه” من القيادة العامة للجيش السماح له باستجوابي حول هذه الإتهامات الموجهة ضدي بدعم البوليزاريو ، ولكن الرئيس المختار رفض السماح بذالك لاعتبارات تتعلق بحالة الحرب وحساسية الأمر عند ضباط القوات المسلحة، من جهتي رغم مايثيره التشكيك في وطنية المرء من شعور بالظلم فقد كنت والحمدلله مرتاح الضمير، ونجحت في تجاوز هذا الوضع النفسي غير المريح بجدارة

ولحسن الحظ شكلت نتائج معركة بوجرطاله على الحدود الشرقية لآدرار – التي تطرقت لها آنفا- نهاية سريعة لموجة التشكيك تلك ، إذ استقبلت في أطار بحفاوة بالغة حين عودتي من بوجرطاله ، حيث كانت جموع المواطنين تحف القوة التي كنت أقودها بالزغاريد والهتافات الحماسية وتقديم الهدايا من تمور آدرار الأصيلة، بل وصل الأمر أنه عندما حولتني قيادة الجيش من أطار إلى ازويرات قام أعيان آدرار بالإحتجاج ذالك، بحجة أنهم تُركوا مكشوفي الظهر بعد تحويل الضابط الذي كان يدافع عنهم بقوة

يتواصل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى