أقلام

مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله(الحلقة 37)

 

مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله

من القصر إلى الأسر

الحلقة 37

… أشير هنا إلى أن كادير قد تلقى أوامر بالقيام بطلعات لتعقب عناصر البوليزاريو التي أشعنا نحن أنهم تسللوا إلى داخل أراضينا بهدف القيام بعمليات على السكة وبعد أن قام ببحث مضن ولم يعثر لهاؤلاء العناصر المزعومين على أثر، رغم أنه حلق على ارتفاعات منخفضة، قال لهم أن القضية يكتنفها الغموض ، وأن لابد أن يكون ورائها أمر مدبر، لكن كان من حسن الحظ ان من كان يتكلم معه ليس إلا قائد الأركان وقائد الإنقلاب المصطفى ول محمد السالك الذي سعى إلى أن يغافله، فأمره بالتوجه إلى نواذيب للمبيت هناك تلك الليلة حتى يتضح الأمر في الصباح، وقد كان هذا في نفس ليلة الإنقلاب

– الإنقلاب بين موعدين

إذاكان القارئ قدلاحظ أننا قد استخدمنا في الفقرات السابقة كلمة( الموعد الأول للإنقلاب) وما في معناها فإننا سنشرح ذالك فيما يلي إذلم يكن مساء الأحد(ليلة الأثنين) هو الموعد الذي حدد للإنقلاب وإنما كان المقرر أن يكون الإنقلاب يوم مساء السبت 8يوليو الذي يصادف موعد انعقاد اجتماع المكتب السياسي لحزب الشعب الحاكم، فمالذي حدث حتى تأجل موعد التنفيذ بيوم واحد ، وتغيرت طريقة تنفيذه من اعتقال الرئيس ومساعديه الحزبيين من اجتماعهم إلى اعتقال الرئيس من قصره واعتقال وزرائه وأركان نظامه من منازلهم؟

الجواب أن ذالك حدث بسبب خطأ وقع فيه سيداحمد ولد بنيجاره أحد القادة البارزين للمكون المدني للإنقلاب ، حيث أعلم أحمد ولد الزين مساعده في إدارة البنك المركزي سعيا منه لإقناعه بالإنضمام للمشروع، لكن أحمد الذي كان عضوا في المكتب السياسي للحزب رفض الموضوع واستغل لقائه للرئيس المختار في اجتماع المكتب فأخبره الخبر، وعند ذالك طلب الرئيس من وزير دفاعه محمذن ول باباه الذي كان حاضرا أن يستطلع له الوضع قائلا( خرص أصحابك فاش واحلين) فتحرك ول باباه في العاصمة ليستطلع الوضع الميداني، فعلم المصطفى بذالك، فتحرك خلفه يراقبه حتى تأخر عن موعد كان قد ضربه لزملائه الضباط الذين يخططون للإنقلاب ، وهذا ما أغضب أحمدو ولد عبدالله، ولما جاء المصطفى خرج أحمدو لحظة دخوله وصفق بالباب ورائه دون أن يكلم المصطفى، وقد أدى خروجه هذا إلى نشوء شكوك حوله، حتى أني حين عدت إلى انواكشوط وعينوه مساعدا لي في قيادة الأركان ، نصحوني بتوخي الحذر منه قائلين أنه خانهم، وأنه كان يسعى لاعتقالهم تقربا للنظام حتى يترقى، لكن الحقيقة أن كل هذا كان مجرد اتهامات غير مؤسسة والصحيح أنه فقط كان غاضبا من تأخر المصطفى

بعد خروج أحمدو وجد الضباط أنفسهم في ورطة حقيقية ، ذالك أن القوة التي كانت مكلفةباعتقال الرئيس ووزرائه وأعضاء المكتب السياسي كانت تابعة له، ولما خرج أمر قائدها ولد الصبار أن لايتحرك دون إذن منه، وكان مقررا أن تجمع هذا القوات ( بعضها كان سيأتي من ثكنات المنطفة العسكرية السادسة والبعض الآخر سيأتي من مكان تمركزه قرب مركز الإرسال )بجانب المعرض ليتسنى لها التحرك بسرعة للقيام بمهمتها، ولما علم المصطفى أنه لم تعد لديه قوة لاعتقال الرئيس و أركان نظامه
عاد إلى منزله وهو لا يعرف كيف يتصرف من هول وقع المفاجئة التي لم تكن في الحسبان

يتواصل…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى