نائب برلماني يرد على ولد ابريد الليل (تدوينة)
تعليق على درر ابريد الليل
يمكن ان يقال ان مقال _ او مقاليْ _ الاستاذ محمد يحظيه ابريد الليل الاخير خطبة وداع تجاه النظام القائم بقيادة محمد ولد عبد العزيز، او انه طلاق بائن.
لقد حمل ضربات قوية وقاسية للنظام، بل شمل غمزا في شخص عزيز و”كفاءته” القيادية وذلك _ على سبيل المثال _ عند معرض حديثه عن نهايات الرؤساء بسبب الانزلاق ااذي يساقون اليه من طرف محيطهم او حاشيتهم، فحين يقول الرجل : “إن المختار ولد داداه، نفسه، وهو رجل متزن وله تجربة واسعة في العلاقات البشرية، اقتيد ألى مأزق، ناهيك عن من خلفوه في المنصب”. فإن الرسالة وصلت لشخص من يخلفه الآن تحديدا.
رصد ابريد الليل بعض جوانب الاختلال في النظام خاصة الجانب السياسي والمؤسسي، وانتقد بقوة مركزية الامر في الحاكم الفرد واجمل اغلب كبريات مآخذ المعارضين على عزيز وتبناها مثل الموقف من الاستفتاء الدستوري _ بل التزويري _ الاخير والانقلاب على الشيوخ، وسجن برام ومسالة الحرب خارج الحدود ، والمامورية الثالثة وامور اخرى. رغم انه أهمل جوهر وصول عزيز للسلطة وبصمات من نظروا له ودافعوا عنه!
لكن هنالك اسئلة يجب ان تطرح بخصوص مقال لكاتب من حجم ابريد الليل، منها ان اغلب ما تفضل به من معضلات طرحت منذ فترة فماذا تاخر موقفه منها؟ اليس من الافضل ان نقف أمام الاخطاء قبل وقوعها بدل الحياد او التاييد ثم ندينها او ننتقدها بعد ذلك؟
مثلا الاستاذ بريد الليل اوضح موقفه من قضية المامورية الثالثة _ شخصيا مقتنع انها غير مطروحة _ لكن الم يكن الافضل لو فعل نفس الشيء مع مسالة الشيوخ والاستفتاء اللادستوري قبل فوات الاوان؟
بخصوص الموقف من مقال الرجل هل الافضل النظرة الايجابية اليه باعتباره تصحيحا للاخطاء ورجوعا عنها او نقده والهروب منه كما يفعل البعض؟ اعتقد ان الاولى هو الايجابية تجاه من يصححون اخطاءهم بدل تقريعهم.
لكن ما هو الجديد الذي جعل الاستاذ بريد الليل يكتب بهذه الحدة والصراحة؟ هل هو ادراك لنهاية نظام عزيز شخصيا ومحاولة ايجاد موطيء قدم لدى من يخلفه؟ ام انه استشعار بخطورة مغامرات قادمة من طرف النظام هي اخطر مما سبق ركناها الحرب بالوكالة والمامورية الثالثة، وقد استدعى ذلك خروج الاستاذ عن سكوته بل عن ولائه؟
مهما يكن فقد نثر الرجل دررا رائعة يجب ان نستفيد منها جميعا بغض النظر عن الموقف من تاريخ او انتماء او موقف ناثرها.
