مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله(الحلقة 51)
مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله
من القصر إلى الأسر
الحلقة 51
… أشير هنا إلى عدم صحة ما أشيع من أن سبب إقالة وزير الخارجية أحمدو ولد عبدالله ( المدني) أنه لم يوثق هذا التعهد حين أخذه على السفير الفرنسي، كما لم يكن أيضا سببها توقيع اتفاقية الوحدة مع ليبيا التي وقعها في طرابلس، وإنما كان السبب الحقيقي هو أنه كان طرفا في خلافات جهوية بين أهل” الشرك” وأهل. ” آدرار” يقود هو جناحا منها ، ويعتمد على نفوذ بن عمه العسكري، بينما يقود الجناح الثاني ” محمودي ولد بوخريص” مسندا ظهره على شقيقه ” مولاي” ولما علمت بهذه بهذه الإصطفافات استدعيت مولاي وأحمدو العسكري وطلبت منهما إنهاء تحركات أقاربهما ،فأما مولاي فستطاع أن يوقف تحركات شقيقه ، لكن أحمدو لم يستطع أولم يرد ،فلم يكن أمامي من خيار سوى إقالته هو وابن عمه، فأما العسكري فلم أجد له موقعا غير الأركان ، فطلبت منه أن يأخذ إجازة مفتوحة ويلتحق بقريته “حاسي عبدالله” أما ابن عمه المدني فأقلته من وزارة الخارجية وعينته على شركة اسنيم، لكنه لم ينته فأقلته نهائيا
بعد مضي ستة أشهر على تقاسم السلطة مع الرئيس محمد محمود ولد أحمد لولي اقتنعت بأن ثنائية السلطة لم تعد تناسبنا ففاتحت اللجنة العسكرية في أمر توحيدها واقترحت إلغاء منصب الوزير الأول والإبقاء على لولي رئيسا للدولة يتمتع بكامل الصلاحيات، لكن الرئيس لولي رفض هذا المقترح، كما رفضه أعضاء اللجنة الآخرين واقترحوا أن أكون أنا رئيسا، وبذالك صرت المسؤول الأول والوحيد عن إدارة شؤون البلاد في الرابع من يناير 1980 وهي لعمري مسؤولية جسيمة طالما تهربت منها، لكن القدر كان أمضى من عزمي
يتواصل….