أقلام

تمبدغه ..آلام وآمال في انتظار الرئيس/عبد الله اتفغ المختار

يقولون هنا إن مدينة “تمبدغة”استعادت الكثير من ألقها بعودة جميع أطرها، استعداداً لاستقبال ولد الغزواني غداً الأربعاء..
وجهاء وأعيان المدينة جاهزون بخيلهم ورجلهم للاستقبال، ورئيس الإتحاد من أجل الجمهورية (حزب الدولة) وفريقه يرابطون منذ أيام في المدينة، ويعقدون سلسلة اجتماعات ولقاءات في مسعى لإحماء الوطيس بين أقطاب السياسة المحلية، ففي ذلك حركية وحيوية للحزب أولاً، وفرصة لتحسيس وتعبئة الساكنة التي لا تحتاج لخطوة من هذا القبيل، في وجه زيّارات الرئيس..
للحزب شعبية معتبرة في المدينة، إن لم تكن لرئيسه سلطان ولد الطالب أعمر شخصياً، ولا فرقَ كبيرٌ في الحالتين ، إذ يقوى الحزب ويضعف بقوة وضعف الفاعلين فيه..
وعلى ذكر الفاعلين، فلا فاعلَ في الحزب أيضاً غير الدولة التي تؤتي الحظوة والقوة السياسية من تشاء وتنزعها ممن تشاء، وبناء على هذه البديهية يكون كلٌ مسؤول كبير مهماً وشيئاً مذكوراً، والعكس صحيح، وهذا مُلاحظٌ في كل مدن وأرياف الداخل.
” الحزب ضروريٌ للموريتانيين” يقول أحد أطر تمبدغه، ويتابع قائلا” الناس يربطون بين الحزب وسوء التسيير والأنظمة المتعاقبة، ويرون أنه هو سبب كل البلاوي، وأنه هو نفسه الحزب الجمهوري أو حزب عادل أو حتى حزب الشعب.. ليَكنْ فنحن في النهاية أطرُ موريتانيا وساستُها على عِلاّتنا.. نعم ربما تعودنا أن يأتي كل رئيس بتسمية جديدة”.
يبدو الرجل جاداً في طرحه، ومنحازاً لبقاء الحزب بنفس التسمية، ويضيف:” إذا قرر ولد الغزواني إنشاء حزب جديد وسمّاه حزب مشظوف مثلاً، فلن يتأخر عنه أحد ممن كانوا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في جميع أرجاء البلاد.. كلامُكم أنتم أهل نواكشوط لا يُقدم ولا يؤخرُ.. ما أهمية تغيير اسم الحزب إذاً؟ وهل ولد الغزواني سيطرد كل منتسبي الحزب ليبحث عن شعب من دولة أخرى لحزبه الجديد..هل سيؤسس حزبا بلا شعبية؟ هل سيحكم بأحزاب المعارضة؟ إلى عاد المتْكلم أعْويكب إعود المصّنّتْ عاقل .. نحنُ مع الحزب، ومع ولد الغزواني الذي يُقدّر أعياننا وقادتنا وينزلهم منازلهم”.
صحيح أن ساكنة تمبدغة، وهذا ما يُميّزها، تحتفظ بقدر كبير من التقدير لوجهائها التقليديين، وتُقدرُ من يُقدرهم، ولهذه الميزة أثرُها الواضح في تقديرهم لولد الغزواني، الذي لا يثني عليه الوجهاء في الاجتماعات والمجالس العامة فقط، بل إنه مطمئنٌ للأجيال الشابة.
سيقول أحدكم “رانك شالك آمرزي” والحقيقة أنني أنقل مواقف الناس هنا فقط.. الناشط الشبابي المختار ولد انيلل، وهو إطارٌ بوكالة الوثائق المؤمنة يقول: أنا على سبيل المثال، لا ناقة لي ولا جمل في السياسة، ولكني حرصتُ مثل غيري على العودة من نواكشوط إلى اتنيبه لاستقبل ولد الغزواني وهو أول رئيس أحرص على استقباله”.
كان عليّ أن أقول له: لماذا؟وهل تعتقد أنك ستلتقى الرئيس غداً؟ وكان ردُه:غالباً هي زيارة عمل، ولن يسمح الوقتُ بلقائه، ولم التق بأي رئيس من قبل ولستُ مُفوضاّ من أية جماعة، ولكنّ شباب تمبدغه الواعي يريد الآن إبراز أهمية نشاطاته الثقافية والاجتماعية .. أقول الثقافية والاجتماعية هرباً من منافسة السياسيين الذين نُقدرهم ونحترمهم جميعاً.. هذا الكم الكبير من الشباب العاطل يحتاج فرصَ عمل هنا، ولن يتأتى ذلك إلا بتطوير الموارد المحلية التي يندرج أول معرض وطني للحيوانات في إطارها..نحتاج للتكوين المهني، نحتاج دارا للشباب، نحتاجُ ملعباً رياضياً.. لو وجدَ هذا الملعب فربما تصل مواهبنا الوطنية لتشكيلة منتخبنا الوطني المرابطون.. لا يمكن أن تُشاهد شاباً في شوارع تمبدغة الآن قبل انتهاء مباراة المرابطون.. الوعي الوطني كبيرٌ جداً في صفوف الشباب”.
لا يتقاطع الشاب عبد الله، وهو حامل شهادة جامعية، مع صديقه ولد انْيَلل في الآمال المعقودة على هذه الزيارة، إذ يقول:” كان الكل هنا يقول إن العشرية قضت على الفقر في الحوض، ولو كان الأمر كذلك لما كنا معزولين اليوم ..طريق الأمل لم يعد سالكاً، منذ إفلاس أو تفليس شركة صيانة الطرق .. أخشى أن يَعِدنا ولد الغزواني غداً بقطبٍ تنموي مثل الذي وعدنا به سلَفُه وتمّ إقراره في مجلس الوزراء قبل سنوات.. ظهر أنّ ذلك القطب التنموي كان زَفْطَ حمراء”.
للتذكير فقط، فاللفظ السابق دارجٌ هنا ويعني “كذبة بلْقاء”.
سأحتفظ لمناسبة أخرى بما وقفتُ عليه هنا من أمّهات “لبتيت” ومن تاريخ الساكنة العريق في الثقافة والشجاعة والمروءة ، فشبكة الانترنت ضعيفة، وبالكاد نُنجز عملاً أو نطالع المواقع إلا في الساعات الأولى من الصباح..
طالعتنا اليوم مواقع التواصل الاجتماعي بصورة من لافتة ترحبُ فيها حرمُ رئيس الحزب بالضيوف، وأثارت اللافتة الكثير من الفضول لديكم هناك.. هنا الأمرُ عادي جداً ” امْرَه معلومه من أهل الساحل اترحّب بأصهارها من أهل الشرق واخْلاص” حسب أحد وجوه المدينة البارزين.

عبد الله اتفغ المختار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى