مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيدالة(الحلقة الثامنة)
مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيدالة
من القصر إلى الأسر
الحلقة الثامنة
خلافي مع امبارك ولد بونا مختار
قال لي الرئيس المختار يأعيدك إلى عملك في الجيش لأني لا أريد أن أوثر نفسي على جيشنا بضابط في مثل تميزك ، وعند عودتنا إلى نواكشوط قال لي ستذهب في إجازة لمدة ثلاثة أيام وسأطلب من وزير الدفاع أن يختار لك أحسن كتيبة عسكرية ليتم تعيينك عليها وبعد الأيام الثلاثة جئته فأحالني إلى وزير الدفاع ” بحام” الذي قال لي أنه سيعينني في بير ام كرين قائدا للكتيبة وحاكما مدنيا للمقاطعة ، لكن بعد أن يغادرها حاكمها الحالي ” محمد ول عبد القادر” ( كادير) الذي كان يستعد للمغادرة إلى فرنسا في مهمة تدريب على الطيران بعد شهر وأن علي أن أكون بجانبه خلال هذه الفترة لأطلع عن كثب على سير العمل وأكون جاهزا لتسلمه حالما تحين مغادرة ( كادير)
التحقت بكادير في بير أم كرين استعدادا للمهمة الجديدة ، لكن أمبارك استغل إقالة” بحام ” من الوزارة بسبب ماسمي بأ زمة ضباط الإحتياط وتعيين بكار ولد التيس مكانه وعدم معرفة الوزير الجديد بقرار الرئيس وسلفه هو ، فبادر بتعيين أحمدسالم ولد سيدي خالفا لكادير ، وقد قبلت البقاء مع أحمد سالم لأنه ترك عمليا قيادة السرية
بقيت في بير أم كرين حتى زارها الوزير الجديد على رأس وفد عسكري يضم مستشاره المصطفى ولد محمد السالك وقائد الدرك الوطني فياه ول معيوف وقائد الحرس الوطني الشيخ ولد بيده ، فطلب مني فياه أن أستقيل من الجيش وألتحق بالدرك لأنه سيتقاعد بعد فترة قصيرة ويريد ضابط يكونه ليخلفه على قيادة الدرك الوطني ، قبلت عرضه واتفقنا على أن أعود مع الوفد الوزاري إلى نواكشوط بعدما كلم الوزير في الموضوع فعدت معهم وبدأت في إجراء المعاينات الطبية رغم اعتراض المصطفى ولد محمد السالك على مغادرتي للجيش وتهديده بأنه سيغادره إن غادرته ، ولما لم يبقى لي إلا إجراء معاينة للعيون وبينما كنت أستعد للسفر إلى دكار لإجرائها وفي نفس اليوم الذي سأ سافر فيه جاءني مبعوث من أمبارك يطلب مقابلتي بمكتبه في قيادة الأركان وحين قايلته أخبرني أن لاداعي لسفري إلى دكار لأنني لن أغادر الجيش إلى الدرك وأن عنده أخبار متعلقة بي صادرة عن جهة عليا سينقلها لي في الغد ، ولما جئت لمكتبه في الغد وجدت مساعده ( فرنسي) قال لي أمبارك لايريد مقابلتك ويأمرك بالتوجه مباشرة إلى بير أم كرين للعمل مع أحمد سالم ولد سيدي ، وأمام هذا الأمر الواقع لم أجد بدا من أن أتوجه إلى بير أم كرين، لكني أردت أن أخبر فياه قبل سفري بعدولي عن القرار الذي اتفقت معه عليه ، زرته في مكتبه في قيادة الدرك وأخبرته بتفاصيل ماجرى فاستشاط غضبا وضرب طاولة مكتبه وقال: هكذاهم دائما ينظرون للدرك نظرة دونية ويرون أن الجيش أفضل منه
توجهت إلى بير أم كرين لكني لم أكن أعرف مالذي علي عمله، حتى أن مجيئي فاجأ أحمدسالم فسألني مالذي جاء بك ،فقلت :والله لا أدري ، فرد علي أنه لم تصله تعليمات بشأني ولايعرف كيف سيتعامل مع وضعي وأن لاحل لديه سوى أن يعطيني سيارة عسكرية لأتجول بها في أرجاء تيرس التي كانت تشهد في ذالك العام موسم خريف جميل، وفعلا وجدت أن لاحل سوى هذا الخيار، أخذت السيارة وكنت أتجول بها بين أحياء ( أرقيبات) وبينما أنا على ذالك الحال إذ جاءني أحمدسالم في وقت متأخر من الليل ومعه سائقه ” ول بوطرفايه” وأخبرني أن طلبا جائني من قيادة الأركان وأنه يريدني أن أعود معه إلى بير أم كرين على جناح السرعة لأسافر إلى نواكشوط بالطائرة التي ستغادر صباح غد
ولدى عودتي إلى نواكشوط علمت أن امبارك تم تعيينه واليا مساعد في لعصابه وأن المصطفى ولد محمد السالك عاد ليخلفه على قيادة الأركان
استدعاني قائد الأركان الجديد المصطفى وأخبرني أنه تم تعييني قائدا لسرية النعمه وقال لي أنه لايستطيع أن يعزل أحمدسالم من بير أم كرين ويعينني مكانه ” لأن أحمدسالم من جناح أمبارك” ومن شأن عزله أن يفهم على أنه تصفية حساب مع هذا الجناح
يتوصل….