كارثة على الأبواب (رسالة إلى رئيس الجمهورية رجاء تداركواالتعليم )
سيدي الرئيس اكتب اليكم هذه الرسالة راجيا أن تصلكم وتقرأوها بتمعن ، سيدي الرئيس قبل قرابة شهرين أعلنت ثلاث وزارات هي عن مسابقة لانتقاء 5030 مقدم خدمة لصالح التعليم استبشر الآلاف من أبناء هذا الوطن ممن طحنهم الفقر والبطالة بغد أفضل يحمل لهم ما يؤمنون به أبسط أمل في حياة كريمة ، تقدم لهذه المسابقة أكثر من عشرة آلاف مشارك مرت مراحلها بامتحان كتابي ثم تقويم شخصي ليتم انتقاء أكثر من 3600 على أنهم خيرة الخيرة وبحماس منقطع النظير تلقى هؤلاء تكوينا مكثفا على يدي مفتشين من خيرة المشرفين على حقل التعليم شهدوا في شهادات موثقة على أن هذه النخبة يمكنها تحمل مسؤولية هذا العبء الكبير، ولكن شيئا لم يكن في الحسبان حطم آمال وأحلام هؤلاء وإليكم المعطيات التي خبأت عنك وزارات التعليم :
1- سيدي الرئيس كان عقدويو التعليم في السابق يكتتبون في ولايات يسكنوننها أصلا ولهم فيها مآرب أخرى إما عائلية أوتجارية وطبعا بالنسبة لهم ذلك الراتب الزهيد 68 للأستاذ 58 للمعلم (زايد خير)
2- أغلب هؤلاء يتم التعاقد معه على أساس زبوني العامل الأكبر معرفة بالمدير الجهوي بتلك الولاية وأغلبهم لا يحمل شهادة وليست له قدرة على تحمل مسؤولية تعليم أجيال الغد
3- المكتتبون اليوم مع أنهم نجحوا في مسابقة شهد لها أهل الاختصاص أنها كانت تحمل جميع متطلبات المسابقات التي يخضع لها الأساتذة و المعلمون الرسميون فيهم من يحمل شهادات عليا خصوصا الدكتوراه والماستر وأقلهم شأنا حملة الباكالوريا
4- تم تحويل هؤلاء إلى مناطق نائية من هذا الوطن ومع ذلك تقبلوا الأمر لأن هدفهم الأول مصلحة الوطن والمساهمة في إرساء مفهوم مدرسة الجمهورية التي تعهدتم بها ولكن كيف يتسنى لهم ذلك بهذا الراتب الزهيد
5 – سيقولون لك تم منحهم علاوة البعد وهي سيدي الرئيس علاوة تبلغ في أقصى حدود موريتانيا مبلغ 5 آلاف جديدة كل ثلاثة أشهر مع أن تذكرة الباص المتجه إلى عاصمة تلك الولاية يساوي 1 الف أوقية جديدة دون مصاريف الطريق والإقامة
6- سيحدثونك عن تعويض عن النقل قدره 4500 جديدة يصرف سنويا للعقدويين وهو مبلغ زهيد يتم صرفه عادة بعد بداية العطلة الصيفية
7 – وهذه لن يحدثوك عنها : في التكوينات والمؤتمرات يتم صرف تعويض في نهاية التكوين أما في تكوين هؤلاء فلم يعوضوا بأوقية واحدة كما أنهم لم يسلموا أي شهادة تدل على مشاركتهم في هذا التكوين المكثف
– تجاهلت الوزارة نقلم إلى أماكن عملهم المترامية الأطراف في ربوع هذا الوطن وهم الذين لن يتسلموا فلسا قبل نهاية شهر مارس وعليهم أن يتكفلوا خلال هذه الأشهر بمصاريف السكن والمأكل والمشرب وووو والأسر التي خلفوها وراء ظهورهم وهم القادمون من شوارع التيه والبطالة
أخيرا سيدي الرئيس هذا غيض من فيض من معلومات لا يمكن تناولها إلا في مجلدات نرفعها إليكم راجين منكم أن تنظروا اليها بعين الاعتبار جاعلين نصب أعينكم معاناة هؤلاء ومعاناة جيل المستقبل الذي سيوكل إليهم تربيته وتعليمهم سيدي الرئيس إن هذه المجموعة التي أحدثكم عنها لا تطلب المستحيل وإنما تريد أبسط مقومات العيش الكريم في علاوات هي من حق من يمارس هذه المهنة سواء كان رسميا أو متعاقدا تنص على ذلك القوانين المنظمة لحقل الشغل ، سيدي الرئيس لقد تدخلتم شخصيا من أجل إنصاف كثيرين نأخذ من ذلك على سبيل المثال قضية الطلاب في هذه اللحظة أناشدكم بالله والوطن ومصلحته العليا في إصلاح التعليم أن تنصفوا هؤلاء .
أحمد باب دحمود صحفي