يطلق على شهر أكتوبر، شهر العظماء، نظرا لما شهده الشهر من احداث وانتصارات عديدة، طالما ارتبط بذاكرة الأمم، كما شهد الشهر مواليد لشخصيات كثير ما أثروا فى الحياة الإنسانية فى العديد من المجالات.
وتمر اليوم ذكرى ميلاد عدد كبير، من اهم مفكرى وكتاب العالم، والذى طالما أثروا بأفكارهم وكتاباتهم الهامة فى حياة مجتمعاتهم، ليكون يوم 15 أكتوبر، يوم ميلاد وحضور المبدعين.
ومن بين أهم المبدعين الذين ولدوا اليوم:
رفاعة الطهطاوى
رفاعة الطهطاوى (1801-1873)، رائد الترجمة فى مشروع النهضة الثقافى المصري. وهو من أنشأ مدرسة الترجمة التى صارت فيما بعد مدرسة الألسن، واهتم بإنشأ أقسامًا متخصصة للترجمة فى فروع الرياضيات و الطبيعة والإنسانيات كما ترجم وأشرف على ترجمة العشرات من الكتب.
كما سعى إلى إنجاز أول مشروع لإحياء التراث العربى الإسلامى، ونجح فى إقناع الحكومة بطبع عدة كتب من عيون التراث العربى على نفقتها، مثل تفسير القرآن للفخر الرازى المعروف بمفاتيح الغيب، ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص فى البلاغة، وخزانة الأدب للبغدادى، ومقامات الحريرى، وغير ذلك من الكتب التى كانت نادرة الوجود فى ذلك الوقت. غير أن هذا النشاط الدءوب تعرض للتوقف سنة (1277هـ == 1861م) حيث خرج رفاعة من الخدمة، وألغيت مدرسة أركان الحرب، وظل عاطلاً عن العمل حتى تولى الخديوى إسماعيل الحكم سنة (1279هـ == 1863م)، فعاد رفاعة إلى ما كان عليه من عمل ونشاط على الرغم من تقدمه فى السن، واقتحم مجالات التربية والتعليم بروح وثابة يحاول أن يأخذ بيد أمته إلى مدارج الرقى والتقدم، فأشرف على تدريس اللغة العربية بالمدارس، واختيار مدرسيها وتوجيههم، والكتب الدراسية المقررة، ورئاسة كثير من لجان امتحانات المدارس الأجنبية والمصرية.
ميخائيل يوريفيتش ليرمنتوف
ليرمنتوف من مواليد موسكو فى 15 اكتوبر عام 1814 لعائلة من طبقة النبلاء، بدأ الناس يعرفون ليرمنتوف منذ أن كتب قصيدته “موت شاعر” عن الشاعر الروسى الكبير الذى مات فى مبارزة، وكانت نتيجة هذه القصيدة أن غضبت السلطة وقامت بنفى ليرمنتوف إلى منطقة القوقاز بعد إجراء تحقيق معه عقابا على قصيدته التى تداولها الناس فى جميع أنحاء روسيا.
ورغم الفترة القصيرة التى قضاها ليرمنتوف فى عمله الأدبى والتى لم تتجاوز 13 سنة، والحياة الصاخبة التى عاشها فى منطقة القوقاز إلا أنه تمكن من كتابة الكثير من القصائد الجميلة، ومنها “أسير القوقاز”، و”الشركسى”، و”الخريف”، و”الشراع”، و”القرصان”، و”النخلات الثلاث”، و”النبى”، و”الخنجر”، و”الشاعر”، و”الشيطان”.
كما كتب ليرمنتوف مسرحيتى “حفلة تنكرية”، و”الشقيقان”. وأبدع ليرمنتوف رواية “بطل من زماننا” التى اشتهر بها فى جميع أنحاء العالم، وأثبت من خلالها بأنه دخل تاريخ الأدب الروسى والعالمى ليس كشاعر عملاق فقط بل وكناثر لامع ومؤلف مسرحى بارز، وعندما ظهرت رواية “بطل زماننا” فى مكتبات مدينة سانت بطرسبورغ حظيت برواج سريع لأن المعاصرين كانوا راغبين فى معرفة الشخص الذى وصفه ليرمنتوف بأنه بطل هذا الزمان، وهذه الرواية أعيد طبعها مرات لا تحصى باللغة الروسية ولغات شعوب الاتحاد السوفيتى السابق، وترجمت إلى جميع لغات العالم تقريبا.
فريدريش فيلهيلم نيتشه
فيلسوف ألمانى، ناقد ثقافى، شاعر ولغوى وباحث فى اللاتينية واليونانية، كان لعمله تأثير عميق على الفلسفة الغربية وتاريخ الفكر الحديث، كان من أبرز الممهّدين بعلم النفس وكان عالم لغويات متميز. كتب نصوصاً وكتباً نقدية حول الدين والأخلاقية والنفعية والفلسفة المعاصرة المادية منها والمثالية الألمانية، وكتب عن الرومانسية الألمانية والحداثة أيضاً، بلغة ألمانية بارعة. يُعدّ من بين الفلاسفة الأكثر شيوعاً وتداولاً بين القراء.
كثيراً ما تُفهم أعماله خطأً على أنها حامل أساسى لأفكار الرومانسية الفلسفية والعدمية ومعاداة السامية وحتى النازية، لكنه يرفض هذه المقولات بشدة ويقول بأنه ضد هذه الاتجاهات كلها. يُعدّ نيتشه إلهام للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة فى مجال الفلسفة والأدب فى أغلب الأحيان. روّج لأفكار توهم كثيرون أنها مع التيار اللاعقلانى والعدمية، استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل أيديولوجيى الفاشية، وتبنَّت النازية أفكاره، رفض نيتشه الأفلاطونية والمسيحية الميتافيزيقيا بشكل عام ودعا إلى تبنى قيم جديدة بعيداً عن الكانتية والهيغيلية والفكر الدينى والنهلستية.
صدر له “من حياتى ، عن الموسيقى ، نابليون الثالث كرئيس، القدر والتاريخ، الإرادة الحرة والقدر، هل يستطيع الحسود ان يكون سعيدا حقا، حياتى، الفلسفة فى العصر المأساوى الاغريقى، مولد التراجيديا، المسافر وظله، الفجر، العلم المرح، هكذا تكلم زرادشت، ما وراء الخير والشر، هو ذا الإنسان، قضية فاغنر، أفول الأصنام، عدو المسيح، نيتشه مقابل فاغنر ، إرادة القوة ، العلم الجزل(أو المرح)ـ جينيالوجيا الأخلاق، إنسان مفرط فى إنسانيته”.
ميشال فوكو
من بواتييه (1926 – 1984) فيلسوف فرنسى، يعتبر من أهم فلاسفة النصف الأخير من القرن العشرين، تأثر بالبنيويين ودرس وحلل تاريخ الجنون فى كتابه “تاريخ الجنون”، وعالج مواضيع مثل الإجرام والعقوبات والممارسات الاجتماعية فى السجون. ابتكر مصطلح “أركيولوجية المعرفة”. أرّخ للجنس أيضاً من “حب الغلمان عند اليونان” وصولاً إلى معالجاته الجدلية المعاصرة كما فى “تاريخ الجنسانية”.
عرف فوكو بدراساته الناقدة والدقيقة لمجموعة من المؤسسات الاجتماعية، منها على وجه الخصوص: المصحات النفسية، المشافى، السجون، وكذلك أعماله فيما يخص تاريخ الجنسانية. وقد لقيت دراساته وأعماله فى مجال السلطة والعلاقة بينها وبين المعرفة، إضافة إلى أفكاره عن “الخطاب” وعلاقته بتاريخ الفكر الغربى، لقى كل ذلك صدى واسعاً فى ساحات الفكر والنقاش.
ومن مؤلفاته ” المرض العقلى وعلم النفس، تاريخ الجنون فى العصر الكلاسيكى، ولادة العيادة، الكلمات والأشياء، حفريات المعرفة، نظام الخطاب، المراقبة والمعاقبة، تاريخ الجنسانية فى 3 أجزاء، ارادة المعرفة، استعمال المتعة، هوس الذات”.
ماريو بوزو
ماريو جيانلويجى بوزو من 15 أكتوبر 1920، كاتب وروائى أمريكى، أشتهر بروايته عن المافيا، ومن أشهرها رواية العراب والتى أقتبسها وأخرجها للسينما المخرج فرانسيس فورد كوبولا.
و تعتبر رواية العراب من الروائع الأدبية التى شهدتها البشرية، وقيل أنه عكف على كتابتها فى مدة تتراوح بين ست إلى سبع سنوات، تم تحويل الرواية إلى فيلم العراب الذى يتكون من ثلاث اجزاء واخرج الفلم عام 1972 بطولة الممثل آل باتشينووحصل على الأكاديمى أوارد.ثم الجزء الثانى عام 1974أيضاً حصل على الأكاديمى اوارد، ثم الجزء الأخير من الثلاثية عام 199