أقلام

مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله(الحلقة 48)

 

مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله

من القصر إلى الأسر

الحلقة 48

“الخلاص”من ” الإنقاذ”

بعد إقرار التعديل القانوني الذي أحيل بموجبه الكثير من صلاحيات الرئيس إلى رئيس الوزراء المستحدث وإجراء تغييرات على اللجنة العسكرية التي صار اسمها ” اللجنة العسكرية للخلاص الوطني” وجه الرئيس المصطفى خطابا إلى الأمة جاء فيه” إن القوات المسلحة قد لاحظت أن اقتسام السلطة مع المدنيين أدى إلى انحراف التجربة عن مسارها الصحيح والهدف منها، لهذا فإنها قد وضعت حدا لذالك”

شكل بوسيف حكومته وعهد إلي بوزارة الدفاع وقبلتها لأنه عين أحمدو ولد عبدالله على قيادة الأركان، وعندما بدأ في ممارسة الحكم تبين لنا أن اختياره لهذا المنصب لم يكن موفقا ، وأن الظروف الإستعجالية التي اتخذ فيها القرار لم تتح لنا فرصة التعرف على توجهاته السياسية وعلاقاته الخارجية ولا على نمط حكمه، فقد ظهر لنا من قراراته الأولى أنه ليس الرجل المناسب للمشروع الذي كنا نطمح إليه، والذي هو باختصار مشروع الحكم التشاوري الذي تديره اللجنة بشكل جماعي بعيدا عن النمط الإستبدادي الذي ينفرد فيه رجل واحد بالحكم، وكان أول قرارات بوسيف هو إطلاق سراح وزراء الرئيس المختار دون أن يطرح الأمر علينا ومع أننا لم نكن أبدا لنعارض هذه الخطوة أوعلى الأقل ماكنت شخصيا لأعارضها، لم نكن لنقبل اتخاذ قرارات بهذا الحجم دون الرجوع إلينا، ذالك أننا لم نكن نأخذ على الرئيس المصطفى إلا هذا النوع من التصرفات

كما لاحظنا أن ” كادير ” الذي قربه بوسيف كان يلتقي كل ليلة بوزير الداخلية في النظام البائد ” أحمد ولد محمد صالح” بعد إطلاق سراحه، كمالم يقطع بوسيف خلال حكمه أي خطوة في اتجاه إرساء سلام مع جبهة “البوليزاريو “ينهي حالة الحرب معها

من هنا نشأت الخلافات بيننا وبين ولد بوسيف وجماعته ، ففكرنا في كيفية مواجهة تصرفاته، لكننا كنا نستبعد فكرة الإنقلاب عليه ، لأنني أنا وجماعتي لم نكن واثقين من أن أحمدو ولد عبدالله يمكن أن يحرك قيادة الأركان لصالحنا، وقد صرنا نلتقي بالرئيس المصطفى للتنسيق معه في مواجهة انفراد بوسيف بالسلطة ، وكان متجاوبا معنا في هذا المسعى

وقد سعينا من خلال الأغلبية التي نتمتع بها في اللجنة إلى تعطيل كل القرارات التي كان يقترحها ” كادير ” بوصفه أمينا دائما للجنة حين نرى أنها تصب في منحى سعي جناحه وبوسيف للسيطرة على الحكم ، مثل تعيين مديرين في الأمانة الدائمة مكلفين بالقطاعات المدنية الذي كان يراد منه إنشاء حكومة موازية من المديرين تنفذ مايراه الأمين الدائم، ولما علم كادير أنه لايستطيع تمرير قراراته استقال من اللحنة وقد أتاني بوسيف قبيل سفره واحتج على أننا أجبرنا كادير على الإستقالة، فقلت له أننا لم نجبره وإنما عبرنا عن آرائنا بتجرد ونحن أغلبية ،فإن كان لايرتاح للعمل معنا فذالك شأن يخصه، وكانت استقالة كادير ثلاثة أيام قبل سفر بوسيف الأخير ، لذالك كنا على قناعة من أنه حين يعود من سفره سيسعى للتخلص منا، وقد سمعت بعد ذالك أنه كان ينوي تعيين كادير على قيادة الأركان خلفا لأحمدو ولد عبدالله بعد عودته

يتواصل….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى