اللجنة الوطنية للمسابقات لحظة لو سمحتم!!!/ذ.محمدن منيرا
اللجنة الوطنية للمسابقات لحظة لو سمحتم!!!
دأبت اللجنة الوطنية للمسابقات على إجراء مختلف مسابقات اكتتاب الوظيفة العمومية على المستوى الوطني، ولعمري إنه لموضوع غاية في الأهمية، ومهمة بالغة الصعوبة، تتسم بكثير المشقة وتحتاج عديد الموارد وفائق المهنية.
والآن ونحن على أعتاب إجراء مسابقة متزامنة لإكتتابين أحدهما داخلي لتكوين دفعة من وأطر التمريض، والأخر خارجي لتكوين دفعة جديدة من الممرضين تشمل مختلف فئات السلك الأول من مهنيي التمريض.
وبصفتي مكونا في مجال التعليم السريري وبوصفي أستاذا لفنيات الصحة أشرف على تقديم الحصص النظرية وعلى أعمال التدريب والتأطير في أحدى مدارس الصحة الوطنية أقدر عاليا ما تقوم به اللجنة من إجراءات إدارية وتنسيقات تربوية وفنية وأمنية لإنجاح مختلف خطوات هذا المسار الإداري التربوي الشاق والذي يختزله معظم الناس في “بلاغ الاكتتاب ومحضر النتائج”، وغيرة مني على مخرجات التكوين الصحي الوطني وثقة في أن النقد البناء يخدم الموضوعية ولا يهدم الموضوع أود أن أنبه إخوتي وزملائي في اللجنة الوطنية للمسابقات إلى بعض النقاط الفنية والتربوية والتي تتلخص في:
أولا ضرورة أن يطرح كل سؤال من أسئلة المسابقة – وأقول المسابقة – بشكل موضوعي.
والموضوعية في مجال الديسيمولوجيا “علم التقويم أو علم الامتحانات” هي مفهوم يضمن أن يكون السؤال واضحا وقابلا للقياس وغير قابل للتأويل. إذ أن غياب هذه المعايير أو الأركان لا يحرج المتسابق فقط بل يتعدى ليحرج المصحح ويؤثر سلبا على مصداقية النتائج.
وهذا للأسف ملاحظ في الأسئلة التي طرحت في المسابقات الماضية فمثلا في مسابقة 2017 لاكتتاب (الفنيين السامين) من مختلف التخصصات مع أن تصنيف “فني سامي” غير موجود ضمن تسميات الوظيفة العمومية يرد في السؤال الرابع من امتحان المسابقة – مع الأسئلة غير مرقمة – ما نصه: “عدد طرق الانتقال والوقاية من التهاب الكبد الوبائيB “.
فهذا السؤال غير واضح بسبب الخلل في التركيب اللغوي البائن في عطف الانتقال على الوقاية، هذا الخطأ التركيبي يفتح باب التأويل واسعا أمام المتلقي فهل يراد منه في السؤال تعديد طرق الانتقال وتعديد طرق الوقاية كل على حده أم أنه – وهو الوجه السليم لقراءة ما هو مكتوب- توجد طرق للانتقال والوقاية في آن واحد ويراد من المتسابق تعديدها؟، والسؤال غير قابل للقياس. فمن الأجدر في المسابقة أن نحدد فعلا ما نريده من المتسابق كي نكون موضوعيين حقيقة في مخرجات التقويم.
وللأسف تنطبق هذه الوضعية بصفة كاملة أو جزئية على أغلب كي لا نقول كل نصوص مسابقات اللجنة المرتبطة بالصحة.
ولتأكيد ذلك نأخذ امتحان 2017 لمسابقة الممرضين الطبيين الشعبة العربية – مما يوحي ضمنيا بوجود امتحان آخر مخصص للشعبة المزدوجة – والذي لم تكن أسئلته مرقمة أيضا بل بُوبَتْ بعناوين وكأنها أبواب ثابتة في التصميم الشكلي للمسابقة أولها التكاثر ثم الوراثة ثم الجيولوجيا، ورد السؤال (أ) من التكاثر على شكل جدول من 3 أسطر و5 أعمدة تشكل 15 خانة لم يكتب شيء في الخانة الأولى من العمود الأول وكتب في الثانية منه ” الجهاز التناسلي الذكر” وفي الثالثة ” الجهاز التناسلي المؤنث “، وعُنْونَت الخانة الأولى من العمود الرابع بعبارة “عضو التسافد” وعبارة التسافد رغم غرابتها اللغوية غير مستقيمة لغة إذ هو “السفاد” وهي عبارة لا يستخدم في كل المعاجم إلا للحيوان وقد خص أبو منصور الثعالبي به الطيور دون غيرها. وبالرجوع إلى بند السؤال الذي جاء فيه ” الجدول التالي يقارن الجهازين التناسليين للرجل المرأة انقله على ورقة إجابتك واملأه .” فعبارة (املأه) بغض النظر عن طريقة كتابتها غير واضحة في قصدها وغير مقيسة في مدلولها بعكس (انقله على ورقة إجابتك) التي تمثل بحد ذاتها مهارة لا ادري هل حسبت قيمتها التقويمية للمتسابقين أم لا؟، وعبارة (يقارن الجهازين التناسليين للرجل المرأة) إن اتفقنا – رغم مصيرية الموفق بالسبة للمتسابقين – على كون واو العطف سقط خطأ فهل يستقيم التركيب لغة؟ وهل تناسب عباراته ما ورد في عناوين الجدول؟، ومن الإنصاف يتعين على اللجنة ملء الخانة الأولى من الجدول حتى يتسنى لها أن تطالب المتسابق بملء الخانات الثمانية المتبقية.
ثانيا ضرورة تساوي الفرص أمام المتسابقين فيما يعرف بالتقويم الشخصي ” المقابلة”.
إذ أن هذه المقابلة يكفي لتأكيد عدم موضوعيتها كونها شفهية بالكامل، والأسئلة التي تطرح فيها على المتسابقين بعيدة كل البعد عن الميدان الصحي عموما والتمريضي خصوصا، فعلى اللجنة أن تعد شبكة موحدة تضمن تكافؤ الفرص وتقوم مدى قابلية المتسابق للتكوين في ميدان التمريض وتعتمد مقاربة أساسها الكفاءات المطلوب من الممرض إتقانها.
الأستاذ محمدن منيرا