رفض الصحفي حنفي ولد الدهاه الإعتذار للداعية ولدسيدي يحي رغم رغم ما اعتبره البعض الإساءة الصريحة والتطاول على أحد أشهر دعاة البلد حيث كثب على صفحته التدوينة التالية:
كعادتها في ردة فعلها المبالغ فيها إزاء كل ما يرعفه يراعي، ثارت يعاسيب الاستخبارات من وكناتها، مستغلةً تعليقي على عبارات بالغة النتانة للداعية ولد سيدي يحي بخصوص شريحة إيگاون، و قد صاحبت تلك الحملة الشعواء إشاعات عن استقبالي للمسيء للجناب النبوي الشريف في دكار، رغم أنني أتواجد منذ أكثر من أسبوع في كولخ، و ربطت بعض المواقع المأجورة بين تعليقي على تصريحات ولد سيدي يحي النابية في حق إيكاون بالنصرة النبوية بما يوهم مناوئتي لها معاذ الله، و جعل بعضهم من صور الداعية صورة بروفايل تضامناً معه ضد استهدافه من قوى الشر و الطغيان (التي هي أنا)، و شمرت بنات طارق عن سوقها لحمل لواء الدفاع عن لحوم العلماء المسمومة.
العقبة الكؤود دون تقدمنا هي تقديس الأشخاص و تأليهم و منحهم صفة العصمة من الخطل و الحفظ من الزلل.
لقد افتخر ولد سيدي يحي بأنه لم ير في حياته “إيگيو” و أن الله حفظه من رؤيتهم طول مقامه في نواكشوط، و رغم أنني أشك في صدق ذلك، فقد تعسف المدافعون عنه في تأويلاتهم و تنطعوا في حججهم حين قالوا إنه لم يقصد بـ”إيگاون” الشريحة و إنما العبث و اللهو و الموسيقى، فاعتذروا بأقبح من الذنب حين ربطوا بين هذه الشريحة و بين العبث و اللهو ضربةَ لازب. و الجليّ من السياق أن ولد سيدي يحي إنما انتقص بعبارات منحطة من هذه الشريحة المحترمة، و يشفع لذلك بالحجة ما أضافه من “أن أحدهم همّ يوما بأن يريه “إيگيو” فنفرت به السيارة”، فالموسيقى لا تُرى و إنما تُسمع، و لو كان قصده بذلك “السماع” لقال إن الرجل همّ بتشغيل مذياع السيارة.
فهو أشبه إذن بالخلاف المنطقي حول الإسم هل هو عين المسمى؟
تصوروا أن ولد سيدي يحي قال إن الله حفظه من أن يرى في حياته شخصاً من القبيلة الفلانية هل كنا سنبعد النجعة في تأويلنا لنقول إنه يقصد القبلية و ليس القبيلة بعينها، أم أن فوارس القبيلة سيمتشقون سيوف الدفاع عن ذمارها، و ستخرج ربات الخدور مولولة بالويل و الثبور و عظائم الأمور لأن الداعية اعتدى على شرف القبيلة.؟!
ألم يتعرض العلامة المختار ولد حامدن و الاستاذ الفاضل الخليل النحوي و الباحثة النونه بنت الحسن لمحاولات اغتيال لأنهم كتبوا بأمانة رجل العلم و واقعيته عن حقائق تاريخية اعتبرتها قبائل طعناً في شرفها.؟!
فلماذا إذن لا تنتطح شاتان حين تتعلق إساءة بشريحة بكاملها، صالحها و طالحها. تماماً كما لم يحدث ذلك حين أفتى بعض المتعالمين بأن “إيگاون” كلهم في النار.
يقولون: لحوم العلماء مسمومة، مع أن ولد سيدي يحي هو أول من طعمها حين كان يخاطب علماء نعرفهم بأعيانهم بـ “علماء بنافه” لأنهم كانوا مقربين من نظام ولد الطائع، الذي سجنه و الذي لا يزال هو الآخر رغم سجنه للعلماء يحظى بحنين كثير من الموريتانيين لعهده.
ألم يقل سيد الوجود صلى الله عليه وسلم في حادثة جهجاه مولى عمر ابن الخطاب: أدعوة الجاهلية و أنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة.؟!.. و هي دعوة لم يتورع عنها ولد سيدي يحي في تسجيله الصوتي فهل نغض الطرف عنه أم نقوّمه بسيوفنا، كما قال أحدهم لسيدنا عمر؟!.. فزلة العلماء يضربً لها الطبل، حيث يضل بها خلق كثير.
أما أنا فلا يهمني حين أكون متصالحاً مع قناعاتي أن أكون كما قال الشاعر:
إن يسمعوا الخير أخفوه و إن سمعوا
شرّاً أذاعوا و إن لم يسمعوا كذبوا
و الأولى بمن يطلبون مني الاعتذار لولد سيدي يحي أن يطلبوا منه الاعتذار لإيگاون.
حنفي دهاه