أقلام

حنفي :أنا علماني/مقال مثير

أنتم أيها المتدثرون بالظلام، المقتطعون من دُجنة الليل المعتم ما تنيرون به أفكاركم.. اللاهثون خلف وهم النبل متخذين من سرابه شراباً..

أنتم أيها الدائرون في حلقة مفرغة.. الضاربون عشواءَ في سمادير الغواية و رعونات النفس الأمارة..

أنتم أيها المتخذون من الدين علفاً و تبناً لأمعائكم الثرثارة بشكواها من جوع أبدي، لا يشبعه إلا ما يشبع النار حين تُشَب في غابات الأمازون..

أنتم يا أصحاب المباديء المصابة بالإيدز، الفقيرة كصلاة سكّير في حانة شعبية.

يا من لم تنتفضوا حين استولت الكامورا على خبزكم و كرامتكم، و صادرت أحلامكم بالحرية و المساواة، فلم تترك فيكم أنفاً لم يجدع و لا مقلة لم تُسمَل و لا أذنا لم تصلم و لا لساناً لم يبتر كأنثيي خصي..!

أنتم يا من يريدونه مجتمعاً متفاوتا كأصابع الكف.. مجتمع المجد المجاني، و الشرف الطيني، و استبسال الانتساب في وجه الاكتساب..

إن كنتُ مخنثاً فإنه لا تستهويني أدبار من يوّلون الأدبار يوم الكريهة..

إن كنت مخنثاً فإنني لا أنزو على الخصيان و أنصاف الرجال..

و إن كنت ملحداً، فلن أشيح بوجهي عن نصرة سيد الخلق، ثم تدفعني النعرة العفنة للانتصار لزلة درويش..

أنا علماني، أعشق العدالة و أتوق للحرية، و أرفض التجريم بالعرق و الدين و اللون..

أنا أممي كل بني آدم لي نسب و آصرة…

أنا مواطن عالمي يسعني رحب الفضاء و تتسع لي روح الإنسان و جسد الأرض …

أنا لوحة بكل الألوان. و كل الأديان… و كل الثقافات..

أنا الأنف الأفطس و العرنين الأشم و المارن الأقنى.. سواد العين و بياضها.. دعجها و نُجلَتُها.. ضيق حدقتها و اتساعها..

فاقصروا على من وعيدكم، لا أبا لأبيكم، يا ضحايا الرتبة 137، و يا صنيعة المادة الرمادية الرماد.. و يا أبناء الإقطاعيين و المستعبدين و ممجدي إراقة الدماء.. يا من يريدون الإبقاء على نبل الأرومة بعد أن عجزوا عن شرف اللقيط ستيف جوبز.!

أيها النائمون في عز ظهيرة الحداثة… الحافرون في صخر الحضارة بأظافر من صلصال.. المتّقون صَهد الشمس بلَحاف من شمع..

أبول على رؤوسكم..

أبول على مجتمعكم العشائري.. على مخابراتكم.. على جنرالكم الأرعن.. على سخافتكم.. على حوانيت صحافتكم.. على أفكاركم البالية، و عقولكم الخاوية،

أبول على رجولتكم يا أبناء القحاب..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى