الرئيس الذي يتقن الحز في المفصل / الداه صهيب
تسارع التدشينات التي تشهدها البلاد منذ خلاصها لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، يعد صفحة جديدة في مجلة الإعمار الوطني لتعدد مجالاته ومحوريتها و زمكانية الإختيار والأولويات.
دعوني هنا أقرأ قليلا بين سطور الزيارة الأخيرة لفخامته مدينة سيلبابي، ولنبدأ من حوصلة أرقام الزيارة:
تدشين مدرسة ابتدائية.
تدشين محطة طرقية جديدة تضم مباني إدارية لممثليات سلطة النقل البري والنقابات والمصالح الأمنية، ومرآبا لتوقيف السيارات.
ووضع الحجر الأساس لمستشفى ومدرسة وإعدادية وشبكة طرقية وشبكة مائية.
هذا الوعي في اختيار مجالات الأولويات يعطي للمواطن أملا جديدا أن الغيث واصل لا محالة، وأن الرحمن قد قيض لهذا الشعب من يجيد الحز في المفصل ويستطيعه ويفعله.
محورية هذه الأعمال للمواطن البسيط مرتفعة لا تقاس إلا بقدر وطنية الحاكم في خدمته التي علت جميع التصنيفات ، ولك أن تعلم عزيزي القارئ أن زمكانية هذه الزيارة لها بعدها في الأولويات، فسيلبابي هي التي كانت بالأمس القريب تغرق، وخسرت أموالا وأرواحا كثيرة كانت لابد أن تكون هي الأولوية وطنيا وكانت..
و”كانت” من يوم نكبتها كما اعتادت العرب أن تعبر عن محقق الوقوع بالماضي وقد أتى أمر الله بالرحمة والغيث.
وليست زيارة الرئيس هذه إلا بداية سلسلة تدشينات كان ستطول الحوضين ولعصابة وانواذيبو، تحمل أملا جديدا في سبيل تحقيق موريتانيا التي نريد، ولكن قطعت الإجراءات الاحترازية الصحية الوعد بينها والمواطن -حفظكم الله- على أن تستأنف لاحقا وربما يكون عيد الاستقلال الوطني مناسبة لحزمة جديدة من الإنجازات كما تشير بذلك التوقعات.
عموما نحن ندرك أن الموضوع أكبر مما تحتويه قراءة، ولكن منحَنا هذا القلم في سبيل الإعانة هو زكاة للوطنية التي نستلهمها من خطوات رئيس الجمهورية، الذي تعلمنا منه أن حول الوطنية مرتبط بقدرها وليس بالزمان كباقي أحكام الزكاة، وأن التعبير عنها يكون بالتعبير عنها كل ما سنحت ظروف قلم أن يسيل.