عجبي لولد محم ……! / أحمد باب دحمود
عجبي لولد محم ! قاد مع عزيز انقلابه على أول حكم مدني في البلاد، وظل يلعق حذاءه الخشن لأكثر من عقد من الزمن، ترأس حزبه الفاشي وكان وزيره الناطق باسمه والذاب عن حياضه، وصفه يوما بأنه المطعم من جوع والمؤمن من خوف، وظل يوصي الموريتانيين بالتمسك به ويلهث وراءه كالكلب العطشان .
حتى في آخر أيامه أيام بزوغ الكتيبة البرلمانية المحاولة للتمديد لعزيز صال الرجل وجال، وأمر ونهى وحاول بكل ما أوتي من قوة وفصاحة لسان أن يركب الموجة، ولكن جهات أخرى تدخلت وأجهضت ذلك الحراك.
عندها فهم الرجل أن عزيز ذاهب إلى مزبلة التاريخ فلاذ بالصمت وبدأ يعد العدة لركوب السفينة الجديدة لعل ذلك ينجيه ويشفع له عند ربانها الجديد.
فبدأ حملة دعائية للقائد الجديد على وجس من انقلابه ضده، دون أن ينبس ببنت شفة لفساد القائد الأول والملهم الهمام، خوفا من أن يصطلح أصدقاء الأمس.
فلما تأكد من أن المياه لن تعود إلى مجاريها وأن الشرخ بدأ يتسع أطلق لسانه يبدع به كيف يشاء، يذم سيده السابق ويتتبع سوءاته- والتي كانت بادية للعيان – ولكن معاليه كانت تحجبها عنه عيون الطمع وحب الارتزاق ، أما الآن وقد غابت دولة عزيز، وولى ذكره فلا بأس عند الرجل أن يجعل من ذمه سلما للإرتقاء إلى مرضاة القائد الجديد عله يمن عليه بمنصب جديد يكون له سترا بعد أن رمته الأقدار إلى الا شيئ، فوجد نفسه مجبرا إلى سد فراغه بمتابعة الفيسبوك، وهو الذي صفق يوما لسيده عزيز حين قال قولته الشهيرة: أن الفيسبوك مجرد أسماء وهمية تختفي خلف صور قطط .
نصيحتي لولد الغزواني حذاري أن يخدعك فلو كان فيه خير للاذ بالصمت واختفى عن الأنظار فلتتعظ بعزيز وبولد الطايع
وتذكر قول الشاعر :
والنّاسُ أعـوانُ مَنْ وَالتْـهُ دولَتُـهُ * * * وهُمْ علَيـهِ إذا عـادَتْـهُ أعـوانُ