عن إكراهات حب المهنة /فاطم محمد فال كاتبة صحفية
الاعلامية فاطم محمد فال أحد أبرز الوجوه في الجيل الثالث بالاذاعة، لها تجربة سبع وعشرين سنة من الجدية والتميز معدة ومقدمة للتقارير والنشرات و منتجة برامج ،ومؤثر إعلامي .
تكون على يدها العشرات من الاذاعيين المهنيين المقتدرين ،بعضهم الآن في مناصب إدارية هامة،ورسالت من مختلف أنحاء موريتانيا ،ورافقت الرؤساء وكبار المسؤولين في الدولة ،وشاركت في العديد من الدورات التكوينية داخل البلاد وخارجها ،حاصلة على المتريز في القانون العام ،شعبة العلاقات الدولية .
هنا تعرض لبعض إكراهات حب المهنة ،والتفاني فيها:
العام 2003 وخلال اجتماع عمال الاذاعة لم يخف المدير العام حينها الزميل العميد سيد ابراهيم حامدينو _وهو الصحفي اللامع و صاحب الحس المهني _إعجابه بفكرة برنامج “قراءة في كتاب” التي عرضتها شخصيا عليه وأعلنت استعدادي لتنفيذها وهو ما حدث ،واستمرت علاقتي بذلك البرنامج الجميل _الذي يتناول في كل حلقة إصدارا قديما أو حديثا ، وأجري خلاله مقابلة قصيرة مع صاحبه او احد اهل الاختصاص _سنوات .
كان الزميل سيد ابراهيم لا يفوت فرصة للثناء على البرنامج معتبراإياه إبداعا كبيرا ،وكان يستغرق في الضحك ،ففي الاجتماع المذكور اشترطت أن لا يسند البرنامج بعد نجاحه على يدي لغيري محتجة على عادة سيئة لدى البعض من الزملاء الذين يعملون المستحيل للحصول على “شرف “تقديم برنامج نجح بأداء غيرهم،وكان لمسيري قطاع البرنامج صولات وجولات في هذا المجال ،وقلت بالحرف الواحد”الكوم قراءة في كتاب أراه برنامج خيمتنا احن أهل محمد فال، والاذاعه ما خالطها اعليه ش واخليكم لي لا ايحركلو حد سلك ، ألا فليبلغ الحاضر الغائب” وصفق الجميع وضحكنا_كان يوما رائعا_ والشيء بالشيء يذكر ،والتاريخ يعيد نفسه ،والسيد المدير العام المحترم عبد الله ولد احمد داموا يعمل جاهدا _مشكورا طبعا_على التحسين من أداء الاذاعة ،وإصلاح ما أفسدته سنوات من التيه والضياع واختلاف الأوراق وتردي أوضاع العمال،واشتغال بعض مسؤولي القطاعات الحيوية فيها باجف وتصفية الحسابات ، وقراء أكف المدراء العامين ومشاركة بعضهم فطوره وغداءه خلف أبواب موصدة ، وحتى توريطه إلى أن انهارت على رؤوسنا.
ألفت الانتباه ألى أن برنامجي “رواد ” الذي ملأ دنيا مستمعي الكرام وشغل الناس وقالبت من خلاله خيرة مهنيي البلد واختصاصييه من أجيال الرواد ،وتحدث من خلاله شيخنا العلامة حمدا ،،ووزراء وسفراء وولاة كالامير سيدي محمد ولد الامير بكار ولد اسويد احمد ، والاداري المتمرس محمد ولد معاويه وغيرهم هو ثمرة فكرة أردت من خلالها سد العجز الذي,شهدته المسطرة البرامجية مؤخراوكاد أن يهلك الحرث والنسل في مؤسسة انا ربيبتها ويشرفني كوني شاركت في عطائها أعوام زهوها ، وصبرت عليها سنين نكبتها ووترهلها ،وتجرعت فيها سم الظلم والاقصاء والاستهداف الشخصي بين هذاوذاك عسلامصفى ،فأعددت وقدمت مجموعة كبيرة من البرامج كالبرنامج السياسي الشهير” وجها لوجه”والوثائقي النادر ميلاد أمة”الذي قابلت فيه ألمع الاسماء في جيل التأسيس كالوزراء شيخنا ولد محمد لغظف،و صامبو لي وأحمد ولد محمد صالح و باه بوكر ألفا .. إلى آخر القائمة الطويلة من سفراء وقضاة وولاة وحكام الجمهورية الاولى،و أعددت مساطر إذاعية لا يزال بعضها قائما بحكم موقعي رئيسة لمصلحتي البرامج خمس سنوات والتكوين سنة ونيفا ، وفيما بعد مديرة لإذاعة لعيون الجهوية ،و مستشارة للمدير العام مكلفة بمركز الإعلام .
و تابعني ألمستمع الكريم في شوق عبر نشراتي التي أجد فيها ذاتي ،وأنا التي بدأت مشواري الإذاعي مع الأخبار و”إليكم نشرة الأخبار مع فاطم محمد فال “نهاية سنة 1990 فتاة هاوية قادمة من الأعماق،صاحبت المذياع والبيبيسي وهنا انواكشوط ،وردت على سؤال معلم الصف الرابع ابتدائي ب:أطمح لأن أكون صحفية ،واحبت مهنة الفقر والمتاعب هذه ،وباقية على العهد.
عرضت فكرة الوثائقي “رواد ” على المدير العام السابق الزميل عبد الله ولد حرمة الله ،فاحتفى بها، ورافقني إلى مسؤولة البرامج التي أسند إليها مباشرة بث الحلقات ،فيما باشرت أنا تنفيذه للاذاعة مع تقديم نشرتي الحبيبة ،ولست بصدد ذكر ما لاقيت في ذلك كله من صعوبات ، بل عقبات فيما بعد ،وظلم ذوى القرابة .. وعادتي الكف والاعراض وعدم الخوض إذا تعلق الأمر بقريب ،أو شخص جمعتني وإياه علاقة طيبة أو أدين له بجميل أو يدين هو لي به ..
وختاما أنوه بإجراء احترازي هام بدأتم به السيد المدير العام عبد الله ولد احمد دامو عهدتكم هو نأيكم بنفسكم، وعدم مخالطتكم المتهافتين من مرؤوسيكم ،و العناية التامة بنوعية الانتاج وكيفيته على حساب كمه ،والحفاظ على مسافة واحدة من الجميع ،و أذكركم بأن برنامج “رواد ” شقيق “برنامج قراءة في كتاب” ول خيمتن ، وأن نشرة فاطم موعد رائع مع قاعدة عريضة من مستمعي الاذاعة الكرام ، وجمهور بالآلاف ، هو رأسمال صحفية تراهن على حاجة الإنتاج في الاذاعة لسلعتها،و نية الإصلاح لديكم ،و سمة الرزانة والتأني التي ميزت أداءكم ،لا الوساطة والمحسوبية والطرق الملتوية.