أقلام

مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله(الحلقة 47))

 

مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله

من القصر إلى الأسر

الحلقة 47

… فلما قطع كادير والشيخ مسافة طويلة خارج العاصمة أوقف الشيخ السيارة وهو في غاية التوتر وقال لكادير أردت إخبارك بنبإ عظيم ولم أشأ أن يكون ذالك داخل المدينة ، فقال له كادير وماهو؟ فأجابه :الضباط ينوون القيام بانقلاب على الرئيس المصطفى ، وحدثه بتفاصيل ماجرى بيننا وبينه ، فرد عليه كادير بأنه على علم بهذا المخطط ونصحه بالإنضمام للمشروع فاقتنع وعاد إلينا ليؤكد استعداده للدخول معنا فيما نحن مقبلون عليه، فطلبنا منه سحب قوة الدرك المكلفة بتأمين الرئاسة في ليلة قبل اليوم المحدد للقائنا بالرئيس المصطفى، وحين فعل ذالك جاءنا “جدو ولد حكي” الذي كان يعمل في الرئاسة مستفسرا عن الأمر، فقلنا له أننا نحن من سحب فرقة الدرك، فانصرف عنا ولم يصدر عنه أي تصرف

بعد أن سحب ولد بيده فرقة الدرك ليلا توجهنا للقاء المصطفى في صباح اليوم التالي، وحدثناه عن المشاكل التي تعيشها البلاد وعلى رأسها الأزمة الناجمة عن الخلاف حول المجلس الإستشاري، وذكرناه بأنه كان قد وعدنا بأن يلغي مشروع هذا المجلس، لكنه نكث بوعده ومضى في خططه لتشكيله ، وهذا ما أوصل البلاد لهذا الوضع الخطير الذي قد يقودها لنشوب فتنة، وشرحناله أيضا ماتعيشه اللجنة العسكرية للإنقاذ من خلافات رغم مايقتضيه صالح البلد من وحدة وانسجام بين كل أعضائها، وخلصنا إلى أن سبب كل هذه المشاكل هو النهج الإنفرادي الذي يدير به دفة الحكم، والذي حاولنا معه أكثر من مرة أن يعدل عنه لكن دون جدوى، ولذالك رأينا أن الحل الذي يضمن وحدة اللجنة ويحفظ كرامته هو كرئيس لها و
وأبا لحركة العاشر من يوليو هو أن نستحدث منصب ” رئيس وزراء” يتمتع بصلاحيات تنفيذية واسعة فبذالك نضع حدا للإنفراد بالسلطة مع بقاء الصلاحيات السيادية من اختصاصه حصرا، بعد عرضنا المقترح أبدى موافقته التامة عليه ، لأنه في الواقع لم يكن أمامه أي هامش للمناورة، فقد كان على علم بكل ما رتبنا له وأول ذالك سحبنا للحماية التي كانت توفرها الدرك للرئاسة، وهكذا استُحدث لأول مرة منصب رئيس الوزراء الذي عين عليه المقدم أحمد ولد بوسيف بناء على اقتراح من أحمد سالم ولد سيدي وجماعته وبقي المصطفى رئيسا بصلاحيات محدودة وهذا ماكنت أطمح إليه أنا وأحمدو حفاظا على مكانته وحرصا على استمرار مشروع العاشر من يوليو، أما الجماعة الأخرى فكان بودها أن يرفض المصطفى مقترحنا حتى يكون ذالك ذريعة للتدخل بقوة لتنحيته ليكون الطريق سالكا أمام أحد عناصرها ليتولى الرئاسة فيحكموا قبضتهم على السلطة من خلال الإستحواذ على المنصبين الرئاسيين

يتواصل….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى