أقلام

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقة 43)

 

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله

من القصر إلى الأسر

الحلقة 43

…وكما استغلوا هذه الحادثة لإطلاق شائعات ضدي ، فقد استغلوا حادثة أخرى وذالك انني حين استلمت قيادة الأركان أعدت ترتيبها واجريت تغييرات ، فعينت أحمد ولد منيه على تجكجه، وسيدينا ولد سيديا على الداخله، وابابا جالو على ازويرات ، وهو مالم يعجبهم، تخوفا من هذه الجماعة وخاصة ” ضباط أهل القبلة”
وقالوا أنني ساتعاون مع هاؤلاء في إطار مخطط لإعادة النظام البائد، رغم أني عينت هاؤلاء في أماكن بعيدة عن العاصمة وهو مايدحض هذه الشائعة، ولكن الحقيقة أن كادير الذي كان وراء هذه التهمة بدأ يسعى لإيقاع شحناء بين المصطفى وبين رفاقه من جماعة العاشر من يوليو وزرع الفرقة بينهم وظهر للأسف أنه وجد آذانا صاغية من المصطفى، وفي إطار عملية شد الحبل بيني وبين المصطفى في أتون هذه الخلافات رفض قرارا أصدرته بتعيين مولاي ولد بو خريص على المنطقة العسكرية السادسة التي شغرت قيادتها بعد تعيين قائدها السابق أحمدو ولد عبدالله قائدا مساعدا للأركان، وكانت حجته في رفض هذا التعيين هو أنه يريد انتداب مولاي لمهمة أخرى ، غير ان أخطر حادثة رابتني في الرئيس المصطفى هي حين طلب مني أن أبلغ قائد القوات المغربية رغبتنا في انسحاب قواته من البلاد، حيث اكتشفت قبل أن أقوم بالمهمة أنه لايريد في قرارة نفسه انسحاب هذه القوات، وتفصيل ذالك هو أنه طلب مني استقبال قائد المنطقة الجنوبية بالجيش المغربي الذي سيأتي لتفقد قواته المنتشرة في شمال موريتانيا
وان أبلغه أن قواته بجب أن تغادر في غضون ثلاثة أشهر، ولكن قبل ذهابي للقيام بذالك قرر المغرب إرسال بعثة رفيعة المستوى تضم وزير الخارجية محمد بوستة وقائد المنطقة الجنوبية بالجيش المغربي، وقد حضرت استقبال الرئيس المصطفى لهذه البعثة أنا ووزير خارجيتنا شيخنا ولد محمد لغظف، ومساعدي أحمدو ولد عبدالله، وأثناء المباحثات قال الوزير المغربي أن مهمة البعثة هي إطلاعنا على أنهم قرروا سحب قواتهم لأن الوضع الذي جاءت فيه هو أننا وإياكم كنا شركاء في حرب ضد البوليزاريو وهذا الوضع قد تغير بوقف إطلاق النار بينكم وبينها دون تنسيف مسبق معنا، والملك لايريد لقواته أن تتعود على البقاء مكتوفة الأيدي تجاه تحركات البوليزاريو، وكانت مفاجئتي كبيرة حين رد الرئيس المصطفى على الوزير المغربي برفضه لهذا القرار لأن قرارا كهذا لايمكن أن يتخذ من جانب واحد، فقد كان قرار مشاركة القوات المغاربية إلى جانبنا في الحرب جزأ من تنسيق بين البلدين ولايمكن انسحاب هذه القوات دون تنسيف ثنائي بيننا، فرد الوزير بوستة بأن الوضع الذي اتخذ فيه القرار بشكل ثنائي قد تغير، فأصر الرئيس المصطفى على اعتراضه، مما استدعى من السفير المغربي التدخل قائلا إذالم نسحب قواتنا من أراضيكم فستعتبر قوات احتلال ، وهذا ما لا نرضاه لقواتنا” فرد عليه المصطفى قائلا هلى معنى ذالك أنكم سمعتم من بعض ضباطنا أن قواتكم هي قوات احتلال؟
وقد فاجئني تناقض رأي المصطفى في هذا الإجتماع مع رأيه الذي كان قد كلفني آنفا بإبلاغه لقائد القوات المغربية ، تحركت في داخلي شكوك بأن الأمر مجرد حيلة مدبرة لاستهدافي، فلما انفض الإجتماع طلبت لقائه وسألته عن الأمر، فرد علي أنه يرى أن عرض المغاربة ليس على ظاهره في حقيقة الأمر ،وإنما هو أختبار لموقفنا من هذه المسألة

يتواصل….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى