مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقة 44)
مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله
من القصر إلى الأسر
الحلقة 44
… أجبته حتى وإن كان الأمر كذالك فلماذا لانغتنم الفرصة فنوافق على عرضهم، وعبرت له عن شكوكي في الأمر، وقلت له بصراحة أنني لن أذهب في مهمة له إلا إذا كانت مكتوبة
وقبل أن أنهي حديثي عن هذه النقطة المتعلقة بانسحاب القوات المغربية أذكر أن الرئيس المصطفى زار المغرب على رأس وفد كنت من بين أعضائه أنا ووزير الخارجية شيخنا ولد محمد الأغظف ، وكان الغرض من هذه الزيارة هو التباحث مع المغاربة حول القيام بخطوات منسقة من أجل إنهاء الحرب، وقد حضرت اللقاء الذي جمع الرئيس المصطفى والملك الحسن الثاني الذي أبدى لنا استعداده لدراسة الفكرة وطلب منا أن نشرك الجزائر والبوليزاريو في هذا التنسيق، وأن نتولى نحن التواصل مع البوليزاريو على أن يتولوا هم التواصل مع الجزائريين
وكما توترت علاقتي بالرئيس المصطفى فقد تورت علاقته مع بقية الرفاق في حركة العاشر من يوليو، كماساءت علاقته بالضباط الكبار الذين قربهم ، مثل بوسيف وأحمدسالم ولد سيدي، وصارت له جماعته الخاصة التي ينسق معها، وكانت تضم ضباطا وشخصيات مدنية، من الضباط الذين كانوا إلى جانبه كادير، ومولاي ولد بوخريص، وتيام الحاج، وآتيي همات والشيخ ولد بيده ،وآمدو جاه، وسانبير ، ولي ممادو، بالإضافة لقادة المناطق العسكرية من الضباط الصغار الذين كان هو قد أعطاهم العضوية الإستحقاقية في اللجنة
في هذه الأثناء لم تكن اللجنة تجتمع إلا نادرا ،وحين تجتمع لاتتطرق للقضايا الخلافية بيننا وبين الرئيس المصطفى لأن أمينها الدائم الذي يعد جدول أعمال اجتماعاتها هو مولاي ولد بوخريص الذي ينتمي للجماعة الخاصة للمصطفى، كما أن اللجنة الدائمة في ذالك الوقت لم تكن قد استحدثت
وبعد أن بلغ سوء التفاهم وانقطاع الحبل بين المصطفى ورفاقه مرحلة ألا عودة واتخذ بطانة من دوننا، بدأت أنا وأحمدو ولد عبدالله في تدارس الوضعية بوصفنا من قادة حركة العاشر من يوليو، وفي نفس الوقت وبعد ملاحظة بوسيف للفتور الواضح في علاقاتنا وجماعة كبيرة من الضباط مع الرئيس المصطفى دخل على الخط وصار يسعى لكسب ولائنا عن طريق تقديم بعض الخدمات لنا من موقعه في وزارة الصيد، وكان ذالك في إطار تحرك الجناح الذي يقوده هو وأحمد سالم ولد سيدي ، هذا الجناح الذي يسعى لإبعاد المصطفى عن السلطة والحلول محله
يتواصل….