مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقة 29)
مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله
من القصر إلى الأسر
الحلقة 29
– معركة الدوكج
كانت آخر معركة أقودها على الجبهة الشرقية ضد البوليزاريو هي معركة ” الدوكج” التي جرت بيننا وبين كوماندوز البوليزاريو الذي هاجم انواكشوط في يوليو 1977 عرف ذالك بهجوم انواكشوط الثاني، فقد صدرت الي أوامر باعتراض هذا الكوماندوز ،فتحركت من ازويرات من أجل أعتراضه وعندما وصلنا “اتميميشات” قلت للدليل الذي يرافقنا وهو ” غيلاني” يدعى سيداحمد ولد التيهية إن الوحدات التي ضربت نواكشوط ستواصل سيرهاليلا فأين حسب خبرتك ستكون عند ساعات الصباح الأولى، فرد علي بأنه يتوقع أن تكون بحلول ذالك الوقت عند موضع ” الدوكج” فتوجهنا مباشرة إلى الدوكج رغم أن ازويرات قد قصفت بعدنا، وعند توغلنا في ” اذراع” تعطلت صهاريج الماء والوقود في الرمال ولم نتمكن من إخراجها إلا في الصباح ، وواصلنا المسير نحو الدوكج وبعد أن وصلناه قمنا على الفور بأخذ مواقعنا حول الجبل ، وتوزعنا إلى فرقتين فرقة ترابط عند الجبل والأخرى تكمن خارجه ، وبعد قليل أخبرني الجنود أنهم يشاهدون سيارات قادمة ويطلبون الإذن بقصفها، فأمرتهم بالتريث خشية أن تكون وحدات صديقة من الجيش الوطني، فلما اقتربت هذه السيارات ولت هاربة فحأة فتأكدنا حينها أنها قوات البوليزاريو ، فشرعنا في قصفها ومطاردتها كانت هذه القوات تتوزع على مجموعتين إحداهما من 15 سيارة الأخرى من 20 سيارة، فشرعت المجموعة المتمركزة عند الجبل في الإشتباك مع مجموعة 15 سيارة بينما اشتبكت الفرقة التي تكمن خارج الجبل مع مجموعة20 سيارة ، وجرت اشتباكات عنيفة كان النصر في نهايتها حليفنا بفعل سلاح المدرعات الذي كان بحوزتنا ولم تكن البرليزاريو تعرف التعامل معه، وقد أصيب منا خمسة جنود واستشهد واحد، ولم نتمكن من معرفة عدد قتلى البوليزاريو لأنهم كانوا يجلون قتلاهم وجرحاهم، لكن مظاهر السيارات المحترقة في الميدات دليل على اوجود خسائر بشرية بالغة في صفوفهم
يتواصل…