أقلام

مذكرات الرئيس السابق محمد خونا ولد هيداله(الحلقة 25)

 

من القصر إلى الأسر

الحلقة 25

-الزواج في زمن الحرب

في أطار تم زواجي 1976 بالسيدة “لاله منت الفاظل التي تعرفت عليها في ازويرات خلال إحدى زياراتي التي كنت أقوم بها لعائلتها ، فقد كنت على معرفة ببعض أقاربها مثل خالها ” محمدها ولد عبيدالله الذي تعرفت عليه خلال فترتي في النعمة حيث كان يعمل في إحدى وحدات الجيش كما أن لي علاقة نسب بهذه العائلة ، فوالدة لاله من عائلة أهل عبيدالله التي تنتمي لقبيلة ارقيبات ، أما والدها – وهو عسكري متقاعد- فمن قبيلة (لعراش) لكن أسرته استوطنت قبيلة ( أولاد عمني) وصارت جزأ منها ، وكان سبب تأخر زواجي إلى سن السادسة والثلاثين هو ظروف العائلة المادية وتحملي لمسؤولية الإنفاق عليها ، ومع أن وضعيتنا المادية ظلت على حالها إلا أنه بعد اندلاع الحرب وماتحمله عادة الحروب من احتمالات مفتوحة رأيت أنه بات من الواجب علي الإقدام على الزواج حتى لايتخطفني الموت قبل أن أخلف ذرية من بعدي، وعندما اتخذت القرار بقي أمام أن أختار الشريك ، فوقع اختياري على السيدة لاله التي كانت قد انتقلت مع عائلتها للسكن في أطار، وكانت قد تزوجت قبلي من ابن عم لها ورزقت منه بأبناء

ومع أن قوانين الجيش تفرض على المنتسبين له -وخاصة الضباط السامين- طلب الإذن قبل الزواج فإن زواجي تم دون إبلاغ الجيش بذالك، مماتطلب مني أن تتم مراسيم الزواج في ظروف أقل إشهارا من المعهود ، لكنني لاحقا وجهت طلبا إلى الجيش من أجل السماح لي بالزواج وتمت الموافقة على الطلب
وكان أول مولود نرزق به هو الإبن ” سيدي محمد ” الذي ولد في مارس 1977 ثم رزقنا بحمدلله ببقية الأبناء وهم : سيداحمد 1979 .. واعلي الشيخ 1981 .. والديده أوخر 1982 ..والمامية 1985 .. وامتها 1991 وقد عشت وزوجتي لاله حياة أسرية منسجمة، إذلم يحدث أن تخللها طلاق ولو مرة واحدة لله الحمد، بل تقاسمنا معا كل مراحل السراء والضراء التي مرت بها حياتنا سواء في مرحلة الحرب التي شهدت بداية ارتباطنا ، أو مرحلة المسؤولية في قيادة الأركان ، ثم رئاسة الوزراء ورئاسة الدولة التي كانت تأخذ الكثير من وقتي ثم بعد ذالك السجن وفترة الغياب القسري التي طالت أربع سنوات ، وهذه المرحلة بالذات لايمكن إلا أن أخصها بالذكر، حيث تحملت لاله وحيدة مسؤولية تربية الأبناء وتوفير متطلباتهم ، خاصة أنني لما اعتقلت لم يكن لدي مال ولا منزل ، فلم يكن أمام زوجتي إلا البدأ من الصفر، لدرجة أنها بعد أن أخرجت من القصر أقامت في “كزرة” من القصدير ” “بركه” في توجنين

يتواصل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى