أقلام

مذكرات الرئيس محمدخونا ول هيدالة(الحلقة الثانية)

 

 

مذكرات الرئيس محمدخونا ول هيدالة
من القصر إلى الأسر

التمدرس بالصدفة
الحلقة الثانية

كانت التجارة في ذالك الوقت تعتمد على البيع بالدين وهذا مايُكسب التجار أهمية كبيرة لذالك كانت الحوانيت أكبر من مجرد محلات تجارية بل كانت صالونات سياسية ومنتديات ثقافية وملتقيات اجتماعية وكانت هذه الحوانيت -خاصة في نواذيب – تعتمد في توريد البضائع على أسواق شبه المنطقة في ” أندر” والمغرب والصحراء الواقعة تحت الإستعمار الإسباني
وكانت تسكن نواذيب في ذالك الوقت مجموعة قليلة من السكان وهي في غالبيتها من قبائل الشمال، وكانت المدينة تستمدجاذبيتها من العمل التجاري ومن الأسر التي كانت تقطن المدينة ” أهل باهيه ول اخليل السباعيين ، وأهل النن ول محمد صالح وأحمد سالم ول بيداه والشيخ ول عمي ، وهم من أولاد ادليم”

في هذا الجو كان جانب من نشأتي ، أما الجانب الآخر فكان في بوادي المنطقة من ” تازيازت ” إلى تيرس” بل قد نصل أحيانا لدواعي الإنتجاع حتى ” آدرار صطف” وماحوله من الصحراء الغربية ، ولما بلغت سن التعليم ب ” اللوح” بدأت دراسة مبادئ التهجي ثم أجزاء من القرآن الكريم على “السيد أحمد بزيدولد النعمان” وهو من أهل سيدي محمد وفي سنة 1947 دخلت المدرسة الإبتدائية ، وكان من أسباب دخولي لها مايمكن أن يعد مجرد صدفة ، ذالك أنه في تلك السنة أصاب منطقة نواذيب شح شديد في الأمطار على عكس منطقة الصحراء التي كانت تلك السنة فيها خصبة ، فأراد الأهل الا نتجاع إليها وكان الإسبان يسمحون مرة بالانتجاع إليها ويغلقون حدودها مرات أخرى ، وحين أزمع الأهل أمرهم الانتجاع نحو الصحراء كنت قد خرجت مع ابن عم لي نستقي لهم الماء من بئر بعيدة فتواعدنا معهم مكانا معينا إلا أنهم علموا أن الاسبان قرروا غلق الحدود ( يكفلو لحدادة) فكان لزاما عليهم أن يسرعوا بالارتحال ويغذوا السير لئلا تغلق الحدود دونهم فاضطروا أن يسلكوا طريقا أقصر لايمر على المكان الذي تواعدنا فيه ولم نعلم نحن بالخبر فبقينا وحدنا لمدة ثمانية أيام حتى علم بنا الوالد وهو في نواذيب فأوصى أحد سكان البادية من باعة الفحم أن يوصلنا إليه في نواذيب ، ولما وصلنا كان الإفتتاح الدراسي على الأبواب فخطرت للوالد فكرة أن يلحقني بالمدرسة بما أنه ليس لدي شغل أقوم به في نواذيب والأهل قد يمضون فترة طويلة في الصحراء ، وقد اتخذ قراره النهائي بأن أبدأ الدراسة ، ولعله كانت لديه أسباب أخرى لتبني هذا القرار
فهو يعيش في المدينة ويرى التطور الذي تشهده الأوضاع العامة للبلاد نحو التمدن وترسيخ نمط التعليم المدرسي ، والمستقبل الذي ينتظر من ينتسبون إليه
وبناء على هذا التحقت بالمدرسة رفقة مجموعة من أبناء المدينة تنحدر من الأسر المشهورة من بينهم ” التقي ولد سيدي” ومحمد فاضل ولد أبويبكر” والداه ولد ديده” وابراهيم ول بيداه” وأحمد سالم ولد أميشين”

يتواصل ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى