أقلام

كوفيد 19: سبل الاحتواء..حماية ذوي الهشاشة واستنهاض همم القوى الحية / د.سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد  

 

لازالت المجتمعات البشرية عبر المعمورة تكابد بعناء التحديات الصحية، والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية  لكوفيد 19، بوصفه وباء عالميا فتاكا شكل بحق معضلة كونية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر للحضارة البشرية. ويأتي في مقدم تلك التحديات صعوبة التطويق، واستعصاء السيطرة والاحتواء بفعل خصوصية هذا الفيروس اللغز، الذي أنهك العلماء بتعقيده، وتحوره، وسرعة انتشاره، وقوة فتكه، وعصف بالمنظومات الصحية الأكثر قدرة وكفاءة، وأربك الساسة والقادة، وحير الخبراء والمختصين نظرا لحدة آثاره وانعكاساته على الأفراد والمؤسسات، وكافة أوجه الحياة عبر العالم.

أولا: حماية الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة

الهشاشة الفيزيقية سمة بدنية، وخاصية صحية يمتاز بها العديد من الناس، وبموجبها يصبحون أكثر حساسية اتجاه العدوى، واقل مناعة من الفيروسات والجراثيم، ومن ثمة أشد عرضة للإصابة بمختلف الأمراض. ويدخل في هذا السياق المسنون، والأطفال، وذووا الاحتياجات الخاصة، وأصحاب الأمراض المزمنة، وغيرهم ممن على شاكلتهم.

1ـ المسنون وأصحاب الأمراض المزمنة: تعتبر الشريحة العمرية للمنسيين من أكثر الفئات الاجتماعية هشاشة بدنية وسيكولوجية، صحية واجتماعية بفعل التقدم في العمر، وما يصاحب ذلك، في الغالب الأعم، من ضعف ووهن وتعايش مستديم مع الأمراض المزمنة، باختلاف أنواعها وأنماطها، وتباين أضرارها ومخاطرها. ونظرا لتلك الوضعية الخاصة التي يتموقع فيها المسنون، أصبحوا في ظل معطيات وتحديات كوفيد 19 من أكثر الشرائح العمرية حساسية اتجاه هذا الوباء، وتعرضا لخطره وضرره وفتكه، وأقلها قدرة على مواجهته، ومنازلته، واستيعابه، والتغلب عليه.

وتبعا لهذه الخصوصية، وتلك الوضعية الاستثنائية، والإشكالية سجلت معظم ضحايا هذا الفيروس في صفوف المسنين، كما أن أغلب الحالات الحرجة المقلقة المتموضعة في دائرة الخطر، إن لم تكن كلها، منهم. واعتبارا لذلك أصبح المسنون في مقدم من يلزمهم، وجوبا لااختيارا، التقيد الصارم، الفعلي، العملي، الحرفي والمطلق بالإجراءات الاحترازية، والترتيبات الوقائية ذات الصلة بهذه الجائحة. من قبيل ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، والغسل المنتظم لليدين بالماء والصابون، وتفادي التجمعات ذات الكثافة البشرية، إضافة لأخذ جرعتي اللقاح، الأولى والثانية، وفقا للمدى الزمني المحدد لذلك.

والواقع أن العمل على تجنيب المسنين خطر الإصابة بهذا الفيروس الفتاك مسؤولية جبارة تقع على كاهل كل منا، خاصة النشطين منا، الذين تحتم عليهم وظائفهم وأعمالهم ومسؤولياتهم والتزاماتهم التواصل، والتفاعل الفيزيقي المباشر، الدائم والمنتظم مع الغير، الأمر الذي يجعلهم عرضة لحمل الفيروس أكثر من غيرهم ممن هم أقل نشاطا واحتكاكا بالآخر، وأكثر قرارا واستقرارا في البيوت. ولاشك أن إحاطة كبار السن، من جداتنا وأجدادنا، وأمهاتنا وآبائنا،وأخوالنا وأعمامنا، وكافة ذوينا، وجيراننا، ومعارفنا، وكل إخواننا في الوطن والملة، بما يستحقون من تواصل، وعناية، ورعاية، وحفاوة، وإكرام يعتبر مطلبا شرعيا،وواجبا أخلاقيا وإنسانيا. غير أن الظروف الاستثنائية، وغير المسبوقة في تاريخ البشرية،المترتبة على انتشار هذا الوباء، وأخذا بعين الاعتبار ما سلف بيانه من هشاشة مفرطة لهذه الشريحة العمرية الخاصة، يجعل من اللزوم علينا جميعا وجوب تفادي الاحتكاك الفيزيقي المباشر معهم، إلا في حالة الضرورة القصوى. وعندئذ، لامناص من أخذ كافة أسباب الحيطة والحذر، والتقيد الصارم الجازم والنافذ بالإجراءات الاحترازية المعروفة، حيث ينبغي تعريفهم بها، وتمرينهم عليها، وتوعيتهم بحتميتها ووجاهتها ومرد وديتها.

وعلى كل حال علينا جميعا أن نعي انه من حق كبار السن علينا برهم واحترامهم وتقديرهم وتكريمهم وتبجيلهم، ومن واجبنا اتجاههم حمايتهم من كل مكروه وسوء، ووضعهم في الظروف الطيبة اللائقة والمناسبة لمقامهم وفضلهم.

2 ـ الأطفال: يمثل الأطفال شريحة عمرية خاصة تتميز فيزيقيا بالحساسية المطلقة، والهشاشة المفرطة نظرا لضعف البنية الجسدية التي لازالت قيد التشكل والنمو المضطرد، واجتماعيا بالحيوية والديناميكية، واتساع نطاق التواصل والاحتكاك البدني المباشر مع الغير من النظراء من الأقران، ومن هم أكبر سنا من ذلك بشكل حميمي ومكثف، خاصة وأنهم يميلون بطبعهم للألفة والصحبة والتفاعل، كما أنهم يحظون تلقائيا بالعناية والاهتمام من طرف الجميع. وتتحدد خصوصية الأطفال بالنسبة لجائحة كوفيد 19 في كونهم يأتون في صدارة الحاملين الناقلين للمرض بامتياز، خاصة وأنهم لاتظهرعليهم، في الغالب الأعم، أعراضه رغم حملهم له. أي أن الفيروس يلج أجسامهم ويغادرها من دون مؤشرات محسوسة، أو أعراض ملموسة. وهنا مكمن الخطر، حيث يتم توزيع العدوى بصمت  في نطاق واسع رغم عدم تأثر موزعيه به.

ومن السمات البارزة لفئة الأطفال تعلقهم الفطري والتلقائي بالترفيه. وهذا الأخير يعتبر حاجة اجتماعية، ومطلبا سيكولوجيا وصحيا أكيدا وجوهريا نظرا لما يترتب عليه من تنفيس، وامتصاص لأسباب وعوامل التوتر المفرط والانفعال السافر، وما يشكله من سياق مناسب لتصريف الطاقة الزائدة، الطافية والطاغية لدى الفرد عموما، وعند النشء خصوصا. ويأتي  اللعب بمختلف صوره وأنماطه وألوانه في مقدم المناشط ذات الصلة بالترفيه. وإذا كان لعب الأطفال في الأحوال العادية وفي الظروف الاعتيادية مقبولا، مطلوبا ومرغوبا، بل مثمنا ومشجعا ومحفزا، إلا أنه في ظل انتشار جائحة كوفيد 19 يكون مستهجنا، مرفوضا وممنوعا، خاصة وأنه لا يكون إلا جماعيا، ويتطلب بالفعل والضرورة التواصل والتفاعل والاتصال والاحتكاك الفيزيقي المباشر، نظرا لما قد ينجر عنه من نقل واسع لعدواه. وبناء على ماسبق يكون من المطلوب عقلنة وترشيد ترفيه الأطفال، ومنع لعبهم الجماعي، وتجمهرهم العبثي، وتسكعهم المخل في الشوارع والأزقة والساحات، وغيرها من الفضاءات العامة والخاصة. وهو ما يتوجب على ذويهم الأخذ به، والحرص على التقيد الصارم الجازم الفعلي والعملي به، تفاديا لما يمكن أن ينجر عنه من ضرر وأذى، نحن في غنى عنه. ولابأس بتلمس بدائل مأمونة بناءة وهادفة، كالتركيز على المطالعة والقراءة، وتنمية المواهب، وتعزيز القدرات في شتى المجالات.

ثانيا: تحفيز همم القوى الاجتماعية الحية

إن التصدي لهذ الوباء الفتاك يتطلب جهودا حثيثة،استثنائية، مكثفة، منتظمة، ومستديمة وفعالة ينخرط فيها الجميع بحيوية ومثابرة. ويأتي في مقدم ذلك نخبة القوى الحية بالمجتمع، والتي يعتمد ويعول عليها في تصدر مشهد المواجهة والمنازلة والمجابهة الشرسة، الشاملة، الجامعة المانعة،على رأي المناطقة. ولاسبيل لبلوغ ذلك من دون العمل الجاد والواعي على رفع مستوى وعيها بأهمية، ووجاهة، وجدوائية ومردودية التحامها الفعلي والعملي بالجهود الوطنية المبذولة في سبيل تطويق هذا الوباء، والحد من آثاره وانعكاساته وتداعياته.

1ـ الشباب: يعتبر الشباب صفوة القوى الحية بالمجتمع وقلبها النابض الذي يعتمد ويعول عليه في المساهمة البناءة في ديناميكية البناء الوطني والتنمية الشاملة، المنصفة والعادلة بمختلف أنماطها ومستوياتها. وتكمن أهمية الشباب في ما حباه الله به من خصائص ومميزات، خاصة واستثنائية من قبيل الكفاءة الفيزيقية والعقلية، الحيوية والديناميكية، الحماس والاندفاع، الإيثار والتضحية. وذلك مايجعله فذا، متميزا،مميزا واستثنائيا.

والحقيقة أن حجم ونوع التحديات التي تواجهها البلاد بفعل تداعيات وإكراهات الموجة الثالثة من كوفيد 19 تجعلنا نحرص على تكثيف وتعزيز وترشيد مساهمة الشباب في الجهود الوطنية المبذولة في سبيل احتواء الآثار الناجمة عنه والمترتبة عليه. ولاشك أننا نثمن عاليا المبادرات الشبابية الوطنية القائمة، الداعمة، والمواكبة، والمعززة، والمؤازرة، والمكملة للجهذ الوطني لمواجهة كورونا، ومع ذلك نأمل ونرجو أن تتسع دائرة المتدخلين  والفاعلين الشباب وترتقي، كما وكيفا، وتتغلغل في أعماق البلاد لتطالها طولا وعرضا، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، حضرا وريفا وبدوا.

لقد أبانت بيانات ومعطيات الموجتين الثانية والثالثة من كوفيد 19 عن ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة في صفوف الشباب ببلادنا. وهو أمر متوقع ومفهوم اعتبارا لحيوية ونشاط واتساع دائرة تواصل وتفاعل الشباب مع بعضه البعض، من جهة، ومع غيره من جهة اخرى. وهذا ما يجعلنا نأمل من الفاعلين منه، المستعدين والجاهزين للالتحام بالجهود الوطنية الرامية للحد من انتشار هذا الفيروس أن يولوا عناية خاصة بنظرائهم وأقرانهم وأترابهم لرفع مستوى الوعي لديهم بضرورة التقيد الصارم العملي والفعلي والمطلق بالإجراءات الاحترازية والترتيبات الوقائية، بما في ذلك أخذ اللقاح، من جهة، والحرص على عدم المخالطة والاحتكاك بكبار السن نظرا لهشاشتهم المطلقة وقابليتهم للتأثر البالغ بالفيروس، وبالأطفال نظرا لنقلهم الواسع له من حامليه للغير، من جهة أخرى.

وعلى كل حال نعول كثيرا على الانخراط الواسع،العملي، الواعي والمسؤول من طرف الشباب في بوتقة التطوع، والبذل ،والتضحية والعطاء من طرف الشباب في سبيل حفظ ، وصون الوطن، وحماية شعبنا العزيز من ضرر هذا الفيروس، ومن حدة وشطط موجته الثالثة الجارفة أعاذنا الله جميعا من بأسها وجنبنا شرها. وعلى كل الفاعلين بالمجتمع تشجيع الشباب، وتأطيره، وتكوينه، ودعمه، ومؤازرته، والشد على عضده، وتعزيز قدراته حتى تكون مشاركته ومساهمته، قوية نوعية، متميزة ومميزة، ثرية، فاعلة وفعالة.

2ـ المجتمع المدني:  تعتبر هيئات المجتمع المدني المتمثلة في النقابات المهنية، والمنظمات غير الحكومية، والأندية الثقافية والرياضية والفنية، والتعاونيات وغيرها مكونا أساسيا في الأنظمة الديمقراطية في الدول المعاصرة، وفاعلا حيويا، مكملا وداعما  ومعززا لجهود الأجهزة الحكومية في مختلف المجالات الحيوية ذات الصلة بالتنمية عموما، وبأبعادها الثقافية والاجتماعية على وجه الخصوص. ولاشك أن حجم ونوع وخصوصية التحديات التي تواجهها المجتمعات البشرية بفعل انتشار وتفشي جائحة كوفيد 19 تحتم أكثر من أي وقت مضى تكثيف، وتنويع، وتفعيل، وترقية تدخل، ومساهمة، ومشاركة المجتمع المدني بمختلف تشكيلاته وهيئاته.

لقد واكبت، مشكورة، بعض هيئات المجتمع المدني الجهود الوطنية المبذولة للتصدي لجائحة كوفيد 19 ببلادنا، غير أننا نحتاج في ظل الظروف الاستثنائية القائمة خلال الموجة الثالثة إلى الدفع بالمزيد منها لولوج الميدان للمساهمة بفعالية في ديناميكية التصدي والمواجهة، إضافة إلى توسيع مجالات التدخل لتشمل، إضافة إلى التوجيه، والتحسيس، والتوعية، والتعبئة الاجتماعية، والتأطير، والتكوين، والدعم النفسي والمؤازرة الاجتماعية والتكفل. إن خصوصية هيئات المجتمع المدني، المتمثلة في بعض أوجهها، في التحلي بروح المبادرة والمبادأة، والعمل الجماعي، والمأسسة، ناهيك عن المرونة، والحيوية، والديناميكية، والخلو من التعقيدات البيروقراطية، والقرب من الناس، تجعلها خليقة بلعب دور حاسم في الرفع من مستوى وعي المواطنين بخطورة الجائحة، وضرورة، وأولوية، ووجاهة التقيد الصارم، الفعلي والمستديم بالإجراءات الاحترازية، والترتيبات الوقائية من هذه الجائحة، إضافة إلى تمكينهم من أسبابها ومتطلباتها.

ولاشك أن حجم، وتنوع، وانتشار هيئات المجتمع المدني ببلادنا يجعلها كفيلة بتغيير المعادلة إذا ما شمرت عن السواعد ونزلت للميدان، في كافة المدن والأحياء والأرياف والقرى والبوادي، مسلحة بالإيمان الصادق، والروح الوطنية الخالصة، وبالعزيمة  القاطعة، والمثابرة الخلاقة، والتضحية الفذة، والإيثار البناء. وعلى كل حال أملنا كبير في مجتمعنا المدني، وثقتنا فيه عظيمة، حيث نعول عليه في دعم وتعزيز الجهود الوطنية المبذولة سبيلا للحد من انتشار وتفشي هذا الوباء من جهة، والتخفيف من آثاره وانعكاساته وتداعياته من جهة أخرى.

3ـ الأحزاب السياسية والفاعلون الاجتماعيون: إن ماذهبنا إليه من استبعاد للأحزاب السياسية من نطاق المجتمع المدني لايعدو الانصياع للضرورات المنهجية من جهة، والاتساق مع ما هو شائع وذائع ومتداول من جهة أخرى، ناهيك عن قصدية الفذ والتمييز لتميز المكانة وارتفاع سقف الانتظارات. ذلك أن الأحزاب السياسية تعتبر في المحصلة النهائية مكونا أساسيا وأصيلا بالمجتمع المدني، على اعتبار أن كل الهيئات والتكوينات والتشكيلات والمؤسسات، غير الحكومية، التي تنشط في مجال الخدمة الطوعية والتطوعية للمجتمع، تنتمي إليه وتنتسب له، حتى ولو كانت تطمح لبلوغ السلطة وحيازتها، كما هو شأن الأحزاب السياسية.

إن ما تتمتع به الأحزاب السياسية ،تقليديا، من خصوصية تتمثل في القدرة على الإقناع، والتوجيه، والتأطير، والتعبئة والـتأثير، وميزة الحساسية اتجاه القضايا الوطنية الكبرى، وفضيلة الحرص على ملامسة هموم الناس، والتجاوب البناء مع تطلعاتهم ومشاطرتهم هواجسهم وانشغالاتهم، تجعلنا نأمل انخراطها بقوة، وحيوية في الجهود الوطنية المبذولة لمجابهة الموجة الثالثة الشرسة من كوفيد 19، والتي تشكل تحديا وجوديا حقيقيا بالنسبة لمجتمعنا، على غرار كافة المجتمعات البشرية المكتوية بناره والغارقة في وحله. ولا نريد لتلك المشاركة أن تكون رمزية، ولا محدودة، أو محتشمة ومتواضعة، بل نريدها ثرية، محكمة، فاعلة وفعالة تتبنى أهدافا طموحة، وتعتمد مقاربات فذة وخلاقة، وتشكل إضافة نوعية بينة، وجيهة وذات مردودية حقيقية.

وعلى الأحزاب والتشكيلات والهيئات السياسية أن تعمل بجد ومثابرة على استنفار كافة مناضليها، و تعبئة عموم قواعدها ومناصريها والمتعاطفين معها لمواجهة مد ممانعة أخذ اللقاح، والتراخي في التقيد بمختلف الإجراءات الاحترازية والترتيبات الوقائية، وسيل الشائعات، والفبركات، والدعايات، والمغالطات، والشحن، والتأجيج الذي حرم الكثير من الناس من الاستجابة البناءة لمقتضيات الجهود الوطنية ذات الصلة بمجابهة هذا الفيروس.

وينسحب ما ذكر من ضرورة إسناد الجهود الوطنية الساعية لحماية شعبنا وأمتنا من هذا الفيروس الفتاك على مختلف الفاعلين بالمجتمع من فقهاء، وأئمة، ومثقفين، وإعلاميين، ومدونين، ووجهاء وقادة رأي، وكل من حباه الله بميزة ملكة، وخاصية التأثير في الآخرين، وتغيير عقلياتهم، وترقية ذهنيا تهم، وتعديل اتجاهاتهم. ولا يفوتنا التنويه في هذا المقام بما يقع على كاهل الوجهاء ،على وجه التخصيص، من مسؤولية في الدفع بأهلنا بالقرى، والأرياف، والبوادي، والحواشي، والضواحي للاستفادة القصوى من فرصة ألأخذ الجماعي، الواسع والشامل للقاح، والتقيد الصارم بالإجراءات الاحترازية والترتيبات الوقائية.

وعلى  العموم لابد أن ندرك بوضوح وجلاء أن سبل احتواء جائحة كوفيد 19 ليست للأسف الشديد يسيرة، ولاسالكة، بل إنها صعبة المنال، عصية البلوغ، مستعصية التحقيق نظرا لطبيعته  الاستثنائية، وخصوصيته الفريدة، وسرعة انتشاره، وحدة تأثيره، وقوة فتكه، وضبابية تطور مساره، وهلامية مستقبله ومآله. ولاشك أن السعي الحثيث العقلاني والرشيد لتطويقه لابد وأن يأخذ في الحسبان، على ضوء ما سلف من بيان، المواءمة الخلاقة والملازمة البناءة مابين تأمين حماية ذوي الهشاشة المفرطة من المجتمع من جهة، واستنهاض همم وتحفيز مشاركة ومساهمة كافة قواه الحية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى