سفينة الإسلام..هي طوق النجاة ! /محمد بن عبدالله الشنقيطي
سفينة الإسلام..هي طوق النجاة !
✍? محمد بن عبدالله الشنقيطي
جرب العالم كل الفلسفات البشرية والقوانين الوضعية بعد عزلِ المسلمين عن ريادة العالم وتوجيههِ الوِجهة الصحيحة نحو القيم والمُثل العليا التي يسمو فِكرُ الإنسان وسلوكه ، فكانت النتيجة انهيار الإنسان وسقوطه في مُعترك الشبهات ومهاوي الشهوات ، مُجرَّداً من القيم ، يُنافح ليستعلي على أخيه الإنسان ، وِفقَ فلسفة “هيكل” و”داورين” وغيرهما من العقول التي أثّرت في الفكر الغربي ونظَّّرت لفِكرة الصِّراع والبقاء للأقوى والأصلح..!
وهذه الرؤية جاءت بعد جُملةِ من التحولات الفكرية والسياسية والثقافية عاشتها أوروبا في صراعٍ مع الدين انتهى إلى عزله عن التأثير في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية..
وطال تأثير هذا التحول الفكري البلادَ العربيةَ والإسلامية التي تم احتلالُها وإسقاط مظلَّتها الفكرية والسياسية المُتمثلة في رمز الخلافة الإسلامية في تركيا سنة 1924 على يد العميل الماسوني أتاتورك ، الذي حارب الشريعة وفرض العلمانية.
ثم توالت الاحداث وتم إسقاط نظام الشريعة في البلاد الإسلامية واستبداله بالقوانين الوضعية الأجنبية ، وكان شعار تلك الدعاوى العلمانية – المُلْغية للشريعة الإسلامية – هو التنوير والحداثة والتقدم وحقوق الإنسان وتقديس الحرية ، ومع هذا كله ما ازدادَ العالم إلا بُؤساً وسوءً وفساداً ، فالبلاد الغربية التي ترعى حقوق الإنسان هي نفسها من أشعلَ نيران الحرب العالمية الأولى والثانية التي راح ضحيتها ملايين البشر ،هذا فضلاً فضلاً عن مُخلفات تلك الحروب من الأمراض النفسية والعقلية التي أهلكت ألوفاً بل مئات الألوف من الأبرياء..!
إضافة إلى ذلك احتلالُ هذه البلاد لغيرها ونهبها للثروات وتحكُّمِها في الموارد وصادرات النفط ، وكذا تحكُمها في قراراتها السياسية وتدخُّلُها المُستمر و المنافي لدعاوى المواثيق الدولية لحقوق الإنسان الموجبة احترام الدول في أحقيتها في تقرير مصيرها وما يصلحها ويُوافق هويتها…!
فهنا تتجلى فساد هذه الفلسفات ودعاواها في الرُّقي بالإنسان ، ففي عُقر دار أهلها يزداد ارتفاع مُعدلات الإجرام والانتحار والاغتصاب والقتل والسطو والتعدي على المُمتلاك العامة والخاصة، رغم دعاوى دولة القانون والأمن والأمان…!
أما البلاد العربية والإسلامية بعد أن استسلَمت لتلك الفلسفات الغالبة وخضعتَ للإمبرياليات الثقافية البالية التي حلّت محلَّ الإمبرياليات العسكرية ما ازدادت إلا ذُلاًّ وانتكاساً ، وأصابها ما أصاب القومَ من انهيار القيم والأخلاق وطمسٍ للهوية والضياع في مهاوي الافكار الفاسدة والفلسفات المُنحطة..فلا هي نهضت بتلك الروافد الأجنبية ولحقت بركب التقدم العلمي والاقتصادي ورفعت بمُستواها إلى مُستواهم ، ولا هي أيضاً التزَمَت بمبادئها واستقامت على منهجه ربها الذي سبق وأن حكمت به العالم لعدة قرون مُتتالية ، فكانت النتيجة أن حدث ما حدث وشواهد التاريخ ناطقة ، والواقع أوضح ، لتتجلَّى صدقُ مقولة الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه :
“نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام ، متى ابتغينا العزة في غيره أذلّنا الله”
وهكذا إذاً يبقى الفرار إلى منهج الله هو الحل، وسفينة الإسلام هي طوقُ النجاة، وقد قالها إمامنا مالك رحمه الله :
” لن يُصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلُح به أولها”
وصلاح الأولين كان بالإسلام الذي حوّلهم من رُعاة الغنم إلى الأمم وغيروا به مجرى التاريخ.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله