أول تعليق لجميل منصور على نتائج عرفات (تدوينة)
من الشعارات الجميلة والمعبرة التي رفعها وكتبها أهل عرفات ولائحة التغيير الديمقراطي شعار يقول عن العمدة المحبوب الحسن ولد محمد ” عرفناه فاخترناه ” .
في عالم الممارسة الانتخابية وفي الأجواء الشفافة والديمقراطية يصعب تجديد الثقة في مرشح مرتين ويستعصي في ثلاث أما حيث التحكم والتدخل والتجيير فالصعوبة والاستعصاء يبدآن مع المرة الأولى .
وهنا يكون العمدة الحسن ولد محمد استثناء في المشهد السياسي ، لا أحب المبالغة ولكن الرجل فيما يبدو – معه طبعا حزبه وأحباؤه والمعارضة وأهل الإنصاف – نسج علاقة حب وثقة مع ساكنة عرفات ، اختاره الناس في المبتدأ لأنه مرشح الاصلاحيين وقد توسموا فيه خيرا ، وانتخبوه ٢٠١٣ لأنهم جربوه فوثقوا فيه ، وجددوا له في ثلاثة أشواط ٢٠١٨ وهو يقود تحالف المعارضة مرشحة وداعمة لأنهم عرفوه فاختاروه .
أعرف الأخ العمدة الحسن منذ حين وأعرف فيه رجاحة العقل ووضوح التصور ، يحبه إخوانه وأنصاره ويقدره ويحترمه خصومه ومنافسوه ، إذا رأيته مع المواطنين العاديين تدرك حسه الشعبي وعطفه على المستضعفين وإذا سمعته في نقاش سياسي وأثناء تقدير المواقف تفهم أنك أمام أحد أكثر عناصر النخبة وعيا وتوازنا ، ملتزم ومنفتح وجمعهما ليس بالسهل اليوم ، له طرفة وقوة تعليق يتهيبها إخوانه ويصبر عليها عارفوه، مرة مازحته في لقاء جماهيري أني لم أتقبل وصف أحدهم له بأنه جاهز وقوي البنية ( متفرسن ) ولكن تأولت تفرسينه حينها وقد أثبتت هذه الأشواط الثلاثة صحة ذلك التأويل ( تفرسين الرأي والقيادة والأثر والخدمة )
الحمد لله مرة أخرى ، أولا و أخيرا ، و هنيئا لعرفات بالحسن وهنيئا للحسن بعرفات.