أقلام

للتاريخ ../ سيدي ولد دومان

 

لم أساهم حتى الآن في تثمين إنجازات فخامة رئيس الجمهورية والإشادة بها لعدة أسباب، أذكر منها:

1. أنني، كما نقول عندنا (ننو) بمعنى أنني قد أتهم في موضوعيتي لقربي من فخامة الرئيس و إيماني بصدق وطنيته وحسن نيته.

2. أن الإنجازات تتحدث عن نفسها؛ ولحسن ظني بالجميع لم أجد من الضروري أن أشرح لهم ما يرونه بالعين المجردة (الي ما شاف السماء لا تنعتولو).

لكنني، يوم الجمعة الماضي، وأنا أتابع إشراف فخامة رئيس الجمهورية على انطلاق مشروع التأمين الصحي لأكثر من ست مائة ألف مواطن من محدودي الدخل ومعدوميه، انتابني شعور بالفخر والاعتزاز والفرح، وأنا أرى عملا وطنيا جبارا وغير مسبوق، يستهدف من هم الأولى به والأحوج إليه من المواطنين، فقررت أن أشيد بهذا العمل وأذكر ببعض الإنجازات الأخرى التي لا تقل عنه أهمية من وجهة نظري.

لكنني قبل ذلك سأقدم شهادة للتاريخ:

لقد كنت من الأوائل (إن لم أكن الأول، لا أدري) الذين اقتنعوا بفخامة الرئيس وأهليته لقيادة البلد. وذلك لما أعرف عنه من وطنية وكفاءة ورجاحة عقل وسمو أخلاق وحسن تربية وسلوك وطيب سريرة. فرجوت الله سنينا عددا أن يوفقنا في اختياره يوما لقيادة بلدنا والعبور به إلى بر الأمان. ولما استجاب الله لدعائي ودعاء غالبية المواطنين، لم يخب ظني وأدركت أني كنت على صواب فتعززت قناعتي، بل تضاعفت كثيرا. حيث لم أر منه يوما إلا الوطنية الصادقة ولم يحدثني إلا في الهم العام وبرؤية استراتيجية ثاقبة واطلاع واسع. ولم أبلغه يوما عن مظلمة إلا رفعها فورا ولا عن اختلال إلا عالجه في الحال، ولم ألمس منه إلا إرادة صادقة وتصميما قويا على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين والقضاء على الغبن والفوارق وإشاعة العدل والمساواة.

هذه شهادتي للتاريخ والله أعلم.

أما عن الإنجازات فلا يتسع المقام لذكرها وتفصيلها، لكنني سأكتفي بذكر بعض الإجراءات المفصلية التي سيكون لها، من وجهة نظري، أثر إيجابي على حياة الوطن والمواطن على المدى الطويل:

1. تهدئة المناخ السياسي وتطبيع الحياة السياسية.

لقد كنا نعيش “حربا سياسية” رفعت مستوى التنافر والتخوين إلى حافة الانفجار، فغاب تقبل الآخر والتسامح والموضوعية، بحيث أصبحت الغالبية ترفض أي رأي أو مقترح تتقدم به المعارضة قبل أن تدرسه أو تنظر إليه، وإنما ترى فيه خيانة وعداء للوطن ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار. وأضحت المعارضة ترى في كل ما تقوم به الغالبية فسادا وسرقة وغشا ومغالطة، حتى إنها تتحرج من تثمين ما يستحق التثمين، مخافة أن يكون ذلك دعما للغالبية أو اعترافا بإنجازها.

لكن مقاربة فخامة رئيس الجمهورية وتعاطيه الإيجابي والراقي والمحترم مع أطراف الطيف السياسي، غير المشهد نهائيا وخلق بيئة ملائمة لعمل المعارضة وقيامها بدورها الوطني والضروري للممارسة الديمقراطية، إلى درجة أن من لا يدركون كنه هذه المقاربة أصبحوا يقولون إن المعارضة غير موجودة وإنها ذابت و و …  والعكس هو الصحيح؛ فالمعارضة لا زالت موجودة، وأصبحت ولأول مرة تقوم بدورها على اكمل وجه، وبوطنية ومسؤولية. صحيح أنها لم تعد مضطرة إلى التجريح والمشاكسة والنظر بسوداوية إلى كل شيء. لكنها تنتقد ما تراه خاطئا من وجهة نظرها ونقدها هذا يتقبل ويتم التعاطي معه والرد عليه، وبالروح الموضوعية نفسها تثمن دون حرج ما ترى أنه يخدم الصالح العام وتساهم في معالجة القضايا الوطنية الكبرى واضعة مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

2. التصدي لجائحة كورونا:

أ. على المستوى الصحي:

لقد كان التعاطي مع جائحة كورونا (كوفيد 19) اختبارا حقيقيا لنظامنا الصحي، وإنني أعتقد – من وجهة نظري طبعا – أننا نجحنا في هذا الاختبار بفضل الله أولا وبفضل نجاعة وصرامة الإجراءات التي جنبتنا حتى الآن مخاطر وآثار الموجتين الأولى والثانية، ونحن اليوم نتعاطى بالجدية نفسها والصرامة مع بدايات الموجة الثالثة (وقانا الله شرورها)، وقد انطلقت قبل أزيد من شهرين حملة وطنية للتلقيح ضد هذا الوباء بعد أن وفرت الدولة كمية معتبرة من جرعات اللقاح، ومع تقدم هذه الحملة سنصل – إن شاء الله – إلى بر الأمان ونخرج من هذه الأزمة منتصرين بحول الله.

ب. على المستوى الاجتماعي:

كانت هناك عناية خاصة بالمحتاجين و محدودي الدخل ومعدوميه، تجلت في توزيع المواد الغذائية والتحويلات النقدية ومجانية المياه في الوسط الريفي والتوصيلات الكهربائية وإعفاء المواد الأساسية من الرسوم الجمركية والمقاولات الصغيرة من الضرائب إلى غير ذلك من الإجراءات التي كان لها أثر إيجابي بالغ وملموس على حياة المواطنين. ذلك ما اطلعت عليه بنفسي خلال زياراتي للأرياف والقرى في مختلف الولايات.

3. التأمين الصحي:

بعد استفادة موظفي القطاعين العام والخاص وأسرهم من التأمين الصحي، يمكن أن نعتبر دون مبالغة أن استفادة محدودي الدخل ومعدوميه من التأمين الصحي تعتبر خطوة متقدمة على طريق التأمين الصحي الشامل، ما يشكل أعظم إنجاز في تاريخ الجمهورية.

4. إجراءات أخرى لا يذكرها الإعلام كثيرا:

– مجانية التصفية لمرضى العجز الكلوي مع راتب شهري لكل مريض.

– راتب شهري (20.000 أوقية قديمة) لكل أسرة لديها طفل معاق مهما كانت طبيعة إعاقته.

– وأخيرا وليس آخر مضاعفة راتب المتقاعدين وتسديده شهريا.

وهذا الإجراء الأخير يشكل قناعة راسخة لدى فخامة رئيس الجمهورية، فكثيرا ما كنت أسمعه إبان الحملة يعبر عن رؤيته المتمثلة في أن المتقاعدين خدمو الوطن سنوات طويلة ومن واجب الوطن توفير العيش الكريم لهم وسبل الراحة عند تقاعدهم.

هذا بعض ما أردت تقاسمه معكم في هذه الخاطرة المختصرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى