فيسبوكيات

جميل منصور : يدون عن الظروف التي تجري فيها الانتخابات (نص التدوينة)

 

 

 

من الذين كانوا يأملون أن تجري الرئاسيات القادمة في جو يتوفر فيه الحد المعقول من الهدوء والشفافية، ومن الذين رأوا في قرار جميع الأطراف بالمشاركة فيها فرصة لمنطق جديد تحتاجه الساحة وتستحقه المرحلة القادمة، ومن الذين يدركون أن لحظتنا والظروف عندنا ومن حولنا لم تعد تسمح بالممارسات العتيقة والسياسات المتخلفة
ولكنني منذ حين ألحظ أن مايجري لا يشجع مايؤمل وأن القوم مازالوا في مرابعهم الأولى وأن من شاب على أمر يبدو أنه عليه يهرم أو يموت …..
الرئيس المفروض فيه خصوصية الموقع وحرجه هو من يرشح ويعلم، وفي مجلس الوزراء المؤسسة العامة التي تخدم الدولة لا الخاصة التي تعنى بالسياسة وأحزابها ومرشحيها يتداول في الترشيح ويتبارى أصحابه فيما عليه تعودوا وقد تذكر أدوار أو توزع لا في العمل الحكومي بل في جوانب الحملة ومهماتها، ثم يجمع رجال الأعمال والتجار – وفضلت يجمع على يجتمع – بطريقة لا تخطىء العين فيها هيبة الدولة والمعنى العام ولا أملك معلومات عما ترتب على ذلك من دعم مادي ولوجستي، ثم تفتح حملة لقاءات واسعة يحضرها الوزراء أولهم وآخرهم وتنظم حملة في مقاطعات الداخل قيل إنها في طائرة عسكرية مؤجرة وما اشتهر عندنا أن للجيش طائرات يؤجرها وللحملات السياسية! وحق لنا أن نتساءل هل سنرىالمرشحين الآخرين يؤجرون ويتنقلون كما فعل صاحبهم من قبلهم، ثم تأتي ردود الحكومة على رسالة المعارضة مبالغة في رفض الحد الأدنى (تمثيل محدود ومبرر في لجنة الانتخابات ) ولست بالمناسبة مثل البعض خصوصا فيما يتعلق بالسيد رئيس اللجنة الذي أثبت أهلية تؤهله للاستمرار في مهمته – وحتى لو كان للقانون بعض إشكال في تغيير اللجنة فالمخارج معروفة وممكنة – ثم كانت الإزدواجية المزعجة في التعامل مع المرشحين المفترضين ( لافتات تنزع وأخرى تترك وهو نموذج شاهدته بل وقفت عليه رغم أن المنزوعة أصغر وأكثر تبريرا ” إعلان ترشح ” )
لست من الذين ينتهجون المبالغة وأستطيع تجاوز أخطاء يتضح من سياقها أنها محدودة ولا تترجم سياسةعامة، ولست من الذين تأسرهم قراءات عاطفية لميزان القوة الفعلي على الأرض وإلى حدما أدرك حدود الممكن فيما نحن عليه مقبلون ، ولكن الإصرار على مسلكيات وممارسات ناقضة لحياد الدولة وعناوينها العامة ومكرسة للتحكم وأساليبه ومخيبة لآمال من أمل في مستقبل أفضل وانتخاب أحسن أمر أو أمور في غاية الإزعاج والإحباط .
آمل أن تصحح هذه الوضعية وأن نترك نذهب إلى انتخابات فيها أمل ولو كان محدودا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى