الإسلاميون وتطبيق الشريعة. …./محمد جميل منصور
رفع الإسلاميون خلال فترة طويلة شعار تطبيق الشريعة الإسلامية وعرفوا به في مختلف البلدان في السبعينات والثمانينات وسنوات من التسعينات ولوحظ خلال هذه الفترة أمران : الأول: أنه نجح الإعلام المعادي للإسلاميين وساعده في ذلك أقوال وتصريحات لبعضهم في تصوير الشريعة أنها الجانب الجنائي والعقابي فقط (الحدود) الثاني : أن أنظمة ليست مشهورة بحب شعوبها لها والحرية مقيدة أو محاربة عندها تدثرت بشعار الشريعة ( السعودية، سودان نميري، باكستان ضياء الحق، موريتانيا هيداله …..) وقد ساعد الأمران في تشويه معنى تطبيق الشريعة وغيب مضامين الشريعة ذات الصلة بالعدل والإصلاح والشورى ومصالح الناس.
بعد ذلك بفترة تقدم في سلم أولويات الفكر الإسلامي الاهتمام بالحرية وحق الناس في اختيار من يحكمهم وواجبهم في رقابته ومحاسبته وحقهم في عزله وإقالته ومن هنا كثر الحديث عن الشرعية وكيف تحصل للسلطة وأنه لا يعوضها تطبيق أو تنفيذ مهما ادعى أصحابه وصفه بالشريعة.
وهكذا طغت في بعض الأدبيات الإسلامية الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وشاع في أدبيات أخرى التركيز على الشرعية بل وقابل بعضهم مقابلة تقديم وتأخير بين السياسة الشرعية والشرعية السياسية.
ولو انتبه الجميع لأدركوا أن الشريعة الإسلامية جواب على سؤال مصدر التشريع وهو ما ينتمي لدائرة القانون، واختيار الناس والديمقراطية جواب على سؤال الشرعية وهو ما ينتمي لطبيعة النظام السياسي، وللإسلام قواعد وموجهات في الحالتين.
فاجمعوا يرحمكهم الله بين شرعية الاختيار ومصدرية الشريعة وإلا عرضتم عنوان الشريعة لعبث المستبدين وادعاء الفاسدين.