الاعلام بين الحرية والفوضى / الصحفي التراد محمد لي
ﺇﻥ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍلموريتاني ﺃﻣﺮ ﻳﺜﻠﺞ ﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺍلإﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ . ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ مائة موقع إخباري إلكتروني ﻭﺍﻟﻤﺮﺷﺢ ﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻳﺢ ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ، ﻭﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﺃﻫﺪﺍﻑ غامضة محددة ، ﻭﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺪﻧﻴﺔ لإنشاء ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻄﻲ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ( ﻓﻮﺿﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ) ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﻝ ﺑﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻓﻴﺔ، ﺑﻞ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺭﻡ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻤﻴﺪﺍً .ﺣﻴﺚ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﺇﻟﻰ ﻫﻮﻳﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺗﻤﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ،و دون حتى أن تكون لها مقرات أو مكاتب ، ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﻗﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ، فمن المؤكد ﺃﻥ ﺗﺼﻔﺢ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻳﻐﻨﻴﻚ ﻋﻦ تصفح البقية ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺗﻚ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ . ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻧﺠﺪ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺠﻤﻮﺩ ﻭ قدم المنشورات ﻭﺍﻟﺘحديثات ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﺘﻮﺍﻫﺎ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﺒﺮ ﻋﺎﺑﺮ، ﻭﺑﻠﻎ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻴﺼﺒﺢ مهزلة للجميع .
بينما يعتبر البعض أن هذه الطفرة دليل على حرية الإعلام و منبرثابت للصحافة تعبر من خلالها عن آراء الشعب و تمكنها أن توصل إليه الخبر مع التحليل الذي تراه مناسبا حسب رؤيتها الإعلامية الخاصة و يبقى الأمل في ﺃﻥ ﺗﻨﻀﺞ الصحافة في موريتانيا ﻭﺗﺴﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﻗﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺩﻋﺎﻣﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺭﻛﻨﺎً ﺃﺳﺎﺳﻴﺎً ﻭﻣﻜﻮﻧﺎً ﻫﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ بعيدا عن التجاذبات السياسية و الخلافات الإجتماعية و الجهوية .