تهنئة من الزعيم بيرام الداه اعبيد إلى أخويه القائدين محمد فال ولد هنضيه والعيد ولد محمدن(بيان)
تهنئة من الزعيم بيرام الداه اعبيد إلى أخويه القائدين محمد فال ولد هنضيه والعيد ولد محمدن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
بمناسبة النجاح الباهر لمسيرات الميثاق المظفر بإذن الله، أبلغكما، ومن خلالكما كل العمداء والزملاء وجماهير المناصرين الذين شاركوكما إنجاز هذه التظاهرة، تهانئي وتقديري لحصيلة هذا اليوم المعتبرة. أخوي الكريمين، لقد كنتما أول زعامة في الميثاق، عبر كل مراحله ومسيراته، تتصل بي شخصيا لتطلب مني المساهمة الفعالة في الرأي والتحضير والتنظيم لمجريات النشاط الميثاقي السنوي. فشكرا لكما على المبادرة الأخوية.
وأنني لأجدني مرغما على أن أسجل تحية نضالية خاصة للفتيات الانعتاقيات اللواتي أثلجن قلبي (المثقل بآهات وأنات وتأوهات شعب الله المظلوم) بخروجهن بأزياء ورموز تعبر عن أصالة شعبنا التي لا تندثر ولا تمحي. كما أنني، و رغم انغماسي في فعاليات المؤتمر الدولي حول العبودية المنعقد في مدينة مادريد Madrid تزامنا مع ذكرى الميثاق، تيسر لي أن أتابع مداخلتي العميد أبوبكر ولد مسعود والزميل أوتوما سوماري الذين أعتبر ما قالاه في صميم خطاب المرحلة وعين صواب التشخيص المستنير.
أيها الأخوان العزيزان، قادة ميثاق حقوق الحراطين، أهيب بكما أن تدركا ضرورة نقل هذه المنظمة الحقوقية- الاجتماعية من مرحلة إعلان المطالب والحقوق، مرة في السنة، إلى مرحلة طرح المطالب والحقوق وفرضها بحراك مطلبي نضالي، جماهيري ونخبوي مستمر، لا حد له في الزمان أو المكان.. إذن الانتقال من الفترة المطلبية والمنهج الأليف الوديع تجاه السلط والطبقة المتمسكة بها، النائمة بثقل بدانتها المفرطة على ما تبقى من أجسام المطهدين الهزيله. لقد دقت اليوم ساعة النضالات الحاسمة وأزفت مرحلة التضحيات الميدانية التي ستكون بداية أمل جماهيري لا مندوحة عنه: أمل في الانعتاق، أمل في الإنصاف، أمل في فك الأسر الإجتماعي والإقتصادي والثقافي الذي بات يشكل أغلالا وسلاسل ما انفكت تكبل العبيد وأبناء العبيد والفئات المطحونة منذ قرون لم يذوقوا خلالها غير طعم المعاناة ولم يرتشفوا إبانها غير ريق اليأس، وقتها ستعكرون، بميثاقكم الخارج على “الوطنية الحقه”، صفو الغول الجاثم على رقابنا من أهل الغلبة والتغلب، المفترشين لحقوق وأعراض وأرزاق السواد الأسود الأعظم منذ قرون، والمتدثرين بالرداء الناعم الغليظ، رداء الغفلة الأزلية في ظل امتلاك الحق واحتكار قوة الدولة وذريعة الأخوة الجوفاء في الدين ونعمة الإسلام الموزعة باللسان والمصادرة بالقلوب والأيدي، والفتنة المنومة سرمدا إلى يوم الحشر. وقتها، أخوي الكريمين، لن تجدا ترخيصا ولا تقبلا ولا تسامحا ولا تعاضدا كالذي حظيتما به بالأمس، إلا من النزر القليل ممن رحم ربك وبثمن غال وتضحية جسيمة هي الأساس الصلب للجسور وطول النفس على مقاومة الشتم والتشهير والتكفير والتفسيق والحظر والسجن والتعذيب والتجويع، حينها سيقل ويندر السائرون بزهو وخيلاء في موكبيكما من أحياء نواكشوط إلى ساحة المعرض أو إبن عباس، وحينها ستضطرب المياه ثم تصفو وينقشع غبار أول المواجهات بينكم مع الغول المنتفض ضد “عنصريتكما و متاجرتكما وخطورتكما على الناس والدين والدنيا”، ذلك الغول الذائد عن فراشه وعرينه، وحينها ستكتشفان شبابا و شيبا من أبناء العبيد يحمونكما بأجسادهم و يؤثرونكما على أنفسهم و لا يسلمونكما ولو صفدوا في الحديد و أذيقوا أشكال التنكيل والعذاب. عندها سيتسلل عنكم تباعا بعض بني الجلدة الذين تبوأوا من مصاحبتكما مركز ثقة وأمان بالمجاراة والحماس المصطنعين بإتقان، ويدخلون تاريخ مجتمع “أهل لخيام” من بابه الواسع بحسب جديد تتناقله الصالونات و تحتفي به وسائل الإعلام التي ستملؤها مبالغ نهبكما وسرقاتكما وخطركما الداهم على بياض العين وسوادها المتكاملين و المتكافلين كابرا عن كابر.
ها أنا ذا إذن، أجدد لكما النداء كي تقبلا على لم شمل من معكما وتوطيد وحدته والعدول عن كل ما من شأنه تعميق الشرخ والتباعد والتشرذم والتنافر والتباغض بين الزملاء و الجماهير، والاقتراب والتآزر مع كل الذين مازالت توجهاتهم عصية على الخنوع والتدجين وحسابات العمالة.
بيرام الداه اعبيد
30 إبريل 2018
جنيف (Genève)
سويسرا (Suisse)