أقلام

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقة 39)

 

 

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله

من القصرإلى الأسر

الحلقة 39

….كان المصطفى قد اتصل بي بعد أن التحق به جبريل وآتيي وترياف وطمئنني بأن الإنقلاب سينفذ، وكان ذالك ليلة الإنقلاب حوالي الساعة العاشرة، وهذا أول اتصال يجريه معي منذ الإشكال الذي حصل بسبب تأخر موعد التنفيذ وما صاحب ذالك من ارتباك، وقد تنفست الصعداء لما أخبرني بذالك، فقد كنت طوال اليوم الذي قبل ذالك في حيرة شديدة، لا أعرف مالذي علي فعله، ولا مالذي يمكن أن تتطور إليه الأمور وبعد ذالك أتصل بي في حدود الساعة الرابعة فجرا قائلا ( الحمدلله لقد تم أول الأمر و عليكم التحرك بسرعة نحو انواكشوط) فقلت له .. هل تعنيني أنا؟ وذالك لأن الخطة الأصلية كانت تقتضي أن أبقى في ازويرات لمراقبة أي تحرك قد تقوم به القوات المغربية الموجودة هناك لصالح النظام ،فرد علي إذا تبقى هناك لكن تطلب من أعلي ولد محمد فال أن يعود إلى مولاي ولد بوخريص ليتحركا معا إلى انواكشوط ، وكان أعلي -كما أسلفت -قد توقف بقواته في شوم لمارفضت أنا استقباله في ازويرات

– استدعاء قائد القوات المغربية

في صبيحة الإنقلاب كان علي أن أبدأ في خطة التعامل مع االمغاربة، فستدعيت قائد الكتيبة لأخبره بما جرى فلم يجده رسولي ، لأنه كما قال له مساعدوه صعد على أحد الجبال القريبة ليجري أتصالات بوحداته المنتشرة في أماكن مختلفة حول أزويرات، فأعدت الرسول ليبلغ مساعده أن يتصل به ليبلغه أنني أريد لقائه في مكتبي حال مايصل ، فلما جاءني أخبرته بأن الجيش قام بانقلاب على النظام لكن رغم أن قادة هذا الإنقلاب ليسوا ضد المغرب وليس لديهم نية سيئة تجاه القوات المغربية إلا أن سكان هذه المنطقة( ازويرات) لديهم أواصر قرابة قوية مع الصحراويين ونخشى أن يصدر منهم تصرف غير منضبط مع مقتضيات الضيافة تجاه قواتكم، لذالك نطلب منكم من باب النصح أن تساعدوننا في إرساء خطة لتأمينكم ، وذالك بتجميع قواتكم في نقاط سنحددها لكم حتى يتسنى لنا نشر قواتنا بينكم وبين السكان، وكنت أهدف من وراء هذه الحيلة إلى أن يجمعوا قواتهم في نقاط متقاربة حتى يسهل علينا إطباق الحصار حولها إن أضطررنا لذالك

وقد أصيب القائد المغربي بحالة فزع شديدة لما سمع هذا الكلام ، وأبدى استعداده على الفور لوضع قواته حيث طلبنا ، لكنه طلب قوات تحميه حتى يعيد نشر قواته، وكان ذالك لشدة خوفه من السكان، وقد وفرت له قوات ترافقه أثناء تحريك قواته الذي تم بسرعة، حيث لم تصل الساعة الثانية عشر ظهرا إلا وقد تمت عملية نشر قواته في الأماكن المحددة وانتشار قواتنا بينهم مع المدينة في وضعية ظاهرها التأمين وباطنها الحصار، فقد كنا من أمامهم والحصن الذي يطوق المدينة من خلفهم، وقد بقيت في ازويرات ثمانية أيام بعد الإنقلاب، إلى أن تأكد لي أن المغرب لاينوي التدخل، وعند ذالك عدت إلى انواكشوط لاستلام مهامي الحديدة في قيادة الأركان وعضوا في اللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني

يتواصل….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى