أقلام

مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله(الحلقة 32)

 

 

مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله

من القصر إلى الأسر

الحلقة 32

الطريق إلى العاشر من يوليو

عاش البلد في الفترة الأخيرة من حرب الصحراء تدهورا لامثيل له في أوضاعه العامة على كافة الصعد، فعلى الجبهة الحربية ورغم استبسال قواتنا فقد أصبحت البوليزاريو تشكل تهديدا حقيقيا لوجودنا فهي تضرب حيث شاءت داخل مدننا وفي مواقعنا الإستراتجية وعلى رأسها السكة الحديدية، وعلى المستوى الإقتصادي استنزفت الحرب كل مواردنا الذاتية والمساعدات الخارجية التي تمدنا بها الدول الصديقة، وتم تعطيل عمليات تصدير الحديد أهم مورد طبيعي لنا بسبب هجمات البوليزاريو على السكة، أما الجبهة الداخلية فقد بدأت تتفكك نظرا لطول أمد الحرب وتكاليفها الباهظة (فضلا عن الموقف من سلامتها أصلا، وهي التي كان ينظر إليها على أنها حرب أهلية) كل ذالك جعل أصواتا ترتفع ضدها بطريقة أوبأخرى

ضمن هذا الواقع الذي تطرقت له جاءت إذا فكرة الإنقلاب على نظام المختار ولد داداه كوسيلة وحيدة لإيقاف هذه الحرب، في ظل إصرار النظام والرئيس شخصيا على مواصلتها، ومن المعروف أن أول من بدأ التفكير في الإنقلاب هم الضباط المصطفى ولد محمد السالك والرائد جدو ولد السالك وهما من أتصلا بي شخصيا في أواخر سنة 1977 وقد جرى الإتصال الأول بيني وبينهما في مطار انواكشوط وأنا أهم بالمغادرة إلى محل عملي في قطاع آوسرد على ما أتذكر ويبدو أنهما كانا حذران إذلم يصارحاني من الوهلة الأولى بفكرة الإ نقلاب، وإنما بالحديث أولا عن الأوضاع العامة للبلاد وماتتسم به من صعوبة بسبب الحرب والتي تتجه بشكل مستمر نحو الأسوء واستفاضا في الحديث شارحين الأوضاع على الجبهات وفي الميادين الأخرى التي تضررت بفعل الحرب ، وقد كان رائيي مطابقا لكل ماتطرقا إليه، بل يمكن القول أن هذه الخلاصة كانت محل اتفاق بين جميع الموريتانيين بمن فيهم أركان النظام والرئيس نفسه حسب ما سأبينه بعد قليل، عند التطرق للإجتماع الذي جمعنا به قبل الإنقلاب

يتواصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى