أمل في الأفق / مريم إمود …
في الموروث الشعبي ان رجلا عثر على كنز من الذهب فاحتار كيف يحفظه بعيدا عن اعين الناس حتى يقرر ما يفعل به فذهب الى مكان بعيد ودفن الكنز وكتب هنا لا يوجد كنز .
سمعت هذه الحكاية من احد مثقفي ومفكري والمنتمين بحق للبلد وذلك في اطار نقاش عن مايمتلكه بلدنا من ثروات كبيرة ومهمة وما ينتظر من وجود لثروات اهم كالذهب والغاز .
نحن شعب فقير امتلك منذ الاستقلال مجموعة من الثروات الطبيعية كالحديد والسمك كانت لتجعل من أي بلد قوة اقتصادية كبيرة يحسب لها حسابها لو استغلت كما ينبغي .
ويستفيد منها جميع المواطنين في توزيع عادل يضفي بركة وينتج عنه تآخي وانسجام يجعلنا نعرف معنى أن يعطي الوطن ..وحلاوة ان يستفيد كل المواطنون ، لكننا للأسف الشديد عشنا تمثلا للمثل الشعبي “اشوف ازراگو ال ماظاگو “فبفعل سوء التسيير وبسبب انعدام روح الوطنية وحضور الأنا المستفيدة دائما هي واخواتها من زمرتها الضيقة تبددت قيم المواطنة وانخفض مستوى الولاء للوطن ليرتفع بالمقابل الولاء للنفس والاستفادة الشخصية بكل طرق الفساد المعروفة والمتصورة والمبتكرة بإمتياز.. فضاع امل تقاسم ثروة الحديد وتبعه سريعا الامل في الثروة السمكية ليبقى المواطن متفرجا على سباق مارتوني للمصالح الشخصية الضيقة نصيبه منها هو فتات تناثر من بقايا ااختطاف ثروة الوطن من قبل المسؤولين عن حمايتها وتوزيعها بعدل وانصاف .
فهل سسيبقى الحال كما كان ؟ ام أن هذه التعهدات الجديدة مؤشر على ان ماكان لن يعود ..وأن الغاز اهم من الحديد وأن بريق الذهب اهم من السمك وأن ما جاء في برنامج فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يعطي رسالة اطمئنان أن الدولة لن تسمح بضياع الثروة القادمة وستشرف على توزيعها بعدالة على مشاريع تخدم المواطن وترفع من مستواه المعيشي وتساهم في تطوير البنى التحتية حتى يحس المواطن بقيمة الانتماء الى وطن قاسمه خيراته ..ويعرف من كان يختزل الوطن في نفسه أنه اوسع مما تتصور وأن استفادة شخص لا تفيد وطنا اختزل في مصلحة ذاتية انعكست فقرا وتهميشا وتخلفا وسخطا على باقي المواطنين.