تنقيب…لكن عن التاريخ /محمد عبد الله بكاي
ألا أيها الطالب المبتغي *** نجومَ السماء بسعي أَمَمْ
سمعتَ بمَكْرُمَةِ ابن العلا *** فأنشأتَ تطلبُها لستَ ثَمْ
إذا أيقظتك حروب العِدا *** فنبه لها عمرا ثم نم
بالإنثيالاتِ المُطَمئنة لأخ بني عقيلْ بشار بن برد، غَشِيَتْنا سِنَةٌ خاطِفةٌ، فجأة فركنا أعيننا فإذا أنت تُشمر عن ساق المجد والتصدر في وميض لحظةٍ كنتَ فيها دون منازَع صاحب القرار الموفق والمكان المناسب .
أن يعمد الأخ يعقوب ولد محمد موسى إلى حفر بئر انتفاشيت بكل حمولتها التاريخية ودلالاتِ أنساقها الاجتماعية فتلك لَعمري مَنْقَبَةٌ عظيمةٌ أنبأت أنك نجل سلالة العلم والرجولة والمجد.
لَقد حفرتَ تاريخ الأجدادِ مرتين الأولى عندما ألَّفْتَ كتابك المُعَنْوَنْ ب《 خبر الموسويين المتأيد بتزكيات القاضي محمد موسى بن احميد》بتقديم تاج العلماء بدر العارفين سماحة الشيخ اباه بن عبد الله وتوطئة الباحث الالمعي الدكتور بحي البراء حيث أَصَّلْتَ وَوَثَّقْتَ وحققتَ مستظهرا بوثائقَ ومخطوطاتٍ ورسائلَ كان لها أبلغ الأثر على الرواية الشفهية والسرديات المختلفة.
في حين كانت زيارتك الموفقة الثانية إحياء بئر انتفاشيت.
قبل عدة أسابيع وفيما كان آهلوا الكوكب يُتابعون في شجن مؤثر مراسيم رحيل الملكة إليزابيث الثانية، سرحت نفسي بعيدا فيما قبل العصر الفكتوري وتحديدا مع الملك جورج الثالث وتداعيات الرسالة النادرة الواردة في كتابكم المذكور التي بعثها أمير اترارزه اعلِ الكوري ولد اعل شنظورة والمُحَرَرة من طرف والدنا أحمد تكرور ولد آب ولد المختار ولد أتشغ موسى وبِغَضِّ النَظَرِ عن أهمية الوثيقة سياسيا واستراتيجيا لازال الزهو يملأ أقطار نفسي لِما تعبق به هذه الرسالة من شَذى تاريخي عتيق.
لم تجلس على ضفة التاريخ تَلوكُ قصص الأجداد بل خضت عُبَابَ الريادة مجسدا رمزية الرافد الحضاري في نكهته الموسوية، الحفر بالنسبة لك حيوية تاريخ الأجداد في كينونته وهويته الثابتة.
ختاما، ربما يحس غيري نفورا مما طبع هذا الحديث من ميل للذاتية الموسوية وطغيان منطق الإكبار والإجلال
ودون جنوح للتبرير سأبقى أردد المثل اليوناني السائر ” يجوز لأي شخص الإصابة بلوثة جنون لكن مرة واحدة فقط “.
محمد عبد الله بكاي