أقلام

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقة 23)

 

 

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله

من القصرإلى الأسر

الحلقة 23

– معركة بوجرطاله

في إحدى المرات تلقيت اتصالا من قيادة الأركان كان فحواه أن معلومات تصلهم باستمرار عن اوجود مجموعة من البوليزاريو تتألف من أربع سيارات تتخذ من منطقة الغلاوية مأوى لها ، وانهم يغيرون على السكان البدو في تلك النواحي بشكل مستمر ويستولون على مواشيهم، وسألوني عن إن كنت أستطيع طردهم من هناك
فأجبتهم بأنني أستطيع إذاما حصلت على تعزيزات جديدة ، فوافقوا على تزويدي بقوة إضافية ، فسافرت إلى انواكشوط لاستلامها ، وعند أوصولي اجتمعت برئيس المكتب الرابع ( الإمدادات) أحمدو ولد عبدالله، فزودني بمدفع ثقيل 106 وسيارات وصهريج
وحين عدت إلى أطار اخترت عددا من العناصر المكتتبة حديثا من من أظهروا تميزا خلال التدريب وشكلت منهم أربع مجموعات جعلت على قيادة كل واحدة منهم أحد ضباط الصف القدماء( الذين تكونوا في الجيش الفرنسي) وتحركت بهذه القوة، بالإضافة لوحدة الحرس ومجموعة من القوات الشعبية المعروفة ب( سبلتيف)
وهم مجموعة متطوعين من من لديهم خبرة في استخدام السلاح اضطرت الحكومة للإستعانة بهم ، وهم في غالبيتهم إما من ( كوميات) السابقين أومن خبراء الرماية، من حيث العدة كان عتادنا متمثلا في المدفع الثقيل 106 ومدافع هاون من عيار 80 و 17 سيارة خفيفة وخمس شاحنات وصهريج أوقود

وصلنا الغلاوية ولم نعثر لأثر للمجموعات المذكورة ، مع أننا قمنا بالبحث الدقيق في كل أرجاء المنطقة ، طرحنا احتمال أن يكون الخبر مجرد شائعة، ومع ذالك واصلنا بحثنا عنهم بناء على معلومات تقول أنهم انتقلوا إلى بير “بوجرطاله” وكان على بعد 250 كلم وبعد مرور وقت على تحركنا إلى هناك عثرنا على أثر سيارة حديث ، فاقتفينا ذاك الأثر حتى وقفنا على خيمة فسألنا الموجودين بها هل يعرفون شيئا عن تلك السيارة التي اقتفينا أثرها فأخبرونا أنهم مجموعةمن الصحراويين وأنهم يمرون بهم بشكل مستمر ، فاصطحبنا واحدا منهم ليدلنا على مكانهم ، بعد مسير قصير دخلنا فجأة بين صفوف مقاتلي البوليزاريو ، وكانوا متفرقين في مواقعهم ، فلمارأونا حدثت بلبلة في صفوفهم ولم يستطيعوا تجميع قواتهم لقتالنا فهربوا جميعا باستثناء سيارة واحدة لم تتمكن من الفرار فاشتبكنا معها وبينما كنت اضع خطة لمحاصرتها إذ عادت محموعة من سيارات العدو وتدخلت في الإشتباك ، وحين طالت المعركة بدأ التململ يدب في صفوف جنودي لأنهم – كما ذكرت سابقا-ليسوا من وحدات الجيش المدربة ، وإنما هم مجموعة من المكتتبين حديثا بعد نشوب الحرب ، وكانو حتى ذالك الحين لايزالون يخضعون للتدريب، أما الأدهى من ذالك أن سائقي السيارات الذين معنا كلهم من المدنيين وقد هموا أكثر من مرة بالفرار بالسيارات ، لكننا كنا نخادعهم بأننا ننوي الإنسحاب وقد بقي هذا دأبهم حتى وقع مايمكن تسميته ب( الضارة النافعة) حيث أن قوة من العدو التفت من ورائنا، فطوقتنا من الخلف، فلم يعد بإمكان السائقين الفرار لأن العدو أصبح من ورائنا ومن أمامنا، في هذه الأثناء نفد رصاص إحدى مجموعاتنا التي كانت مشتبكة مع إحدى مجموعات العدو ، ولم نتمكن من إمدادهم به لأن رجالي لم يكن من بينهم من هو مستعد لهذه المهمة ، فانسحبوا وأعلمونا أنهم فقدوا أحد عناصرهم وأن العدو يحاصره ويمنع إنقاذه، فطلبت من ” أب ولد بنيجارة” أن يتأكد لي من حقيقة الأمر فبحث عنه حتى وجده قد توفي ووجد مجموعة من العدو تكمن غير بعيد منه فذهبت إليه بنفسي ولما أردت حمله أطلقوا علي وابلا من الرصاص، إلا أني كنت قد أوقفت السيارة بيني وبينهم ، فحالت دون أوصول الرصاص إلي ، واشتبك معهم مرافقي فقتل واحدا منهم، وردوا عليه بوابل آخر ، فأصابته رصاصة في القلب حتى خرجت رئتاه، ثم تدخلت مجموعة أخرى من العدو لكننا استطعنا الإفلات منهم وأعدنا تجميع صفوفنا ، وقد وجدت جنودي منهكين من التعب فقد كانت غالبيتهم شبابا حديثي السن ، فاضطررت أن أقوم بأعمال أشغلهم بها عن النوم، فكنت أنا وأب ولد بنيجارة نعدلهم الشاي ونحدثهم وقد بتنا طوال تلك الليلة نطوف بين المجموعات

يتواصل….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى