قناة الموريتانية.. واقع أنسب وآفاق أرحب../ عبد الله الصوفي
ظلت ولايات الوطن الداخلية على مدى عقود من الزمن تعيش عزلة إعلامية حرمتها من فرصة أن تكون جزءا من الصورة التنموية الوطنية بعد أن كانت خدمات قناة الموريتانية متمركزة في انواكشوط ومختصرة فيها وكأن خارطة البلاد الجغرافية وحوزتها الترابية مقتصرة على العاصمة.. في مشهد إقصاء لم تخف معالمه وتبعاته السلبية على القيادة السياسية.. فوضعت له نقطة نهاية حين أعطت القوس باريها سعيا منها إلى أن يلعب الإعلام العمومي دوره التنموي المنوط به ..
عندها بدأ فصل جديد في مسيرة قناة الموريتانية لتكون إسما على مسمى منطلقة من أسس قوامها الارتقاء بالمشاهد أينما كان وجعله جزءا من الصورة التي اتسع إطارها ليشمل موريتانيا برمتها وليجد كل موريتاني حظه من شاشته الصغيرة .. فكانت المكاتب الجهوية للقناة الاستيراتيجية الفعالة التي قربت من خلالها الموريتانية خدماتها من المواطن والتي بواسطتها اختصرت القناة الزمن وواكبت اللحظة التنموية التي تعيشها البلاد توعية وتثقيفا وتنويرا وتوجيها ..
تم الشروع في إنشاء و تدشين المكاتب الجهوية للقناة تباعا الواحد بعد الآخر لتشمل التغطية الإعلامية للموريتانية مختلف مناطق الوطن..
هي مقاربة جديدة أثبتت نجاعتها في تقريب الصورة ولملمة أجزائها وإضاءة شتى أرجائها وإيصال صوت المواطن ومعالجة همومه واهتماماته .. فواقع القناة اليوم هو الواقع الأنسب والأكثر مواءمة للمرحلة بكل تجلياتها التنموية .. وذلك بفضل المسار الذي انتهجه المدير العام للقناة من خلال رؤية إعلامية تعتمد على استيراتيجية الإنتشار واتساع الأفق لتمكين القناة من امتلاك الأبجديات الفنية لمسايرة القنوات الفضائية العالمية بل ومنافستها .. فأصبحت من حيث جودة الصورة ونقاؤها والفورية في نقل الحدث وتوفرها على تقتية المباشر التي تمثل حيزا من بثها اليومي تعيش واقعا لا يقارن إطلاقا بما كانت عليه القناة حين كانت تلجأ أحيانا إلى الإستعانة ببعض المؤسسات الإعلامية الخارجية في تغطية الشأن الوطني ..
مسيرة تطور وارتقاء في الشكل والمضمون إنطلقت منذ زهاء السنتين فقط ومازالت مستمرة لاتقف عند محطة إلا لتنطلق صوب محطة جديدة .. وليس التحضير لافتتاح مكتب تيرس الزمور إلا خطوة أخرى تخطوها قناة الموريتانية في مسيرتها الجادة والمقنعة على درب إنجازاتها الملموسة .. فهنيئا لقناة الموريتانية بواقعها الأنسب وحق لها الطموح إلى آفاق أرحب .
.. عبدالله الصوفي..