مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقة 16)
مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله
من القصر إلى الأسر
الحلقة 16
…ماحصل مع ول عالي انجاي حصل مايشبهه مع الوحدة التي أنطلقت من فديرك نحو عين بنتيلي بقيادة الملازم أول عبدالرحيم ولد الحسن وهي وحدة كنت ترأستها في وقت سابق وهي من الوحدات المدربة قبل الحرب، ذالك أنهم في الطريق وقعوا في كمين وجرت بينهم والبوليزاريو مناوشات قوية أدت إلى تأخرهم مدة ثلاثة أيام استطاعت خلالها البوليزاريو إنهاء معركة عين بنتيلي لصالحها ، ولو أن من بين أفراد هذه الوحدة من يعرف المنطقة ماكان لذالك أن يحدث، فقدكان الكمين في مكان يسمى ” الريش” وهو عبارة عن سلسلة كدى صغيرة يتخللها ممر ومن يعرف المنطقة كان حتما سيتحاشي المرور من هذا الممر لأنه مكان استراتجي لنصب الكمائن
وعلى ذكر معركة عين بنتيلي أود أن أقول أنه مما لاشك فيه ويدركه كل من له اطلاع على ماجرى أن جيش دولة مجاورة هو من نفذ الهجوم على ثكنة عين بنتيلي الواقعة في البرج الذي تركه الإسبان بعد رحيلهم ، حيث قصفت قوة تابعة لهذا الجيش مقر الكتيبة بالمدفعية الثقيلة، أما البوليزاريو فقد اقتصر دورهم في المعركة على خوض مناوشات وكانوا يستخدمون أسلحة عادية ، وكانت المهمة المسندة إليهم هي قطع خطوط الإمدادات والنجدة المحتملة ، وكذالك تدخل الجيش المذكور في معركة بير أم كرين بعد ذالك ، بل إنه ظل ينتشر في المنطقة ويوفر الدعم للبوليزاريو ، سواء الدعم الحربي بالقصف بالمدفعية أو الدعم الإستخباراتي عن طرقة أجهزة مراقبة، لقد كان تدخل هذا الجيش واضحا رغم أن الحكومة الموريتانية لم تعلن ذالك للشعب ، لكننا نحن الضباط كنا نلاحظ ذالك جليا أمامنا
في هذه المعركة استشهد الرائد سويدات ويقال أنه كان على برج المراقبة لحظة إصابته فقد رصدته قوة من الجيش سالف الذكر وأطلقت عليه قذيفة مدفعية أصابته في الصدر والبطن ، ورغم خطورة إصابته فإنه لم يستسلم ، ووأصى الضباط الذين معه ومنهم مساعده الملازم “محمد فال ولد لمرابط “الملازم أول سيد عالي ولد جدين” أن يصمدوا ويواجهوا العدو بقوة وأن لايتركوا لهم فرصة الإستيلاء على الموقع ، لكن بعد استشهاد سويدات والصمود العظيم الذي أبداه الضباط والجنود أضطروا في النهاية للإنسحاب نحو البير ، لكن سيد عالي ولد جدين ضل الطريق ودخل منطقة تفاريتي فأسرته البوليزاريو وسلمته للجزائر هو ومجموعة من العسكريين ، أما محمد فال ولد لمرابط فقد نجح في الوصول إلى بير أم كرين
لقدعلمت باستشهاد الرائد سويدات في اليوم الذي توفي فيه ، فقد دخلت على الرائد أحمدو ولد عبدالله في مكتبه بقيادة الأركان فقال لي ادع الله أن يطيب ثرى سويدات( يبرد تكيته) لقد توفي ولم يعلمونا حتى الآن لقد كان فقْد سويدات مصابا فظيعا آلمني كثيرا وآلم رفاقه وأصدقائه ، إلا أن استشهاده بث في أوصال الجيش روح الحماس والإستعداد للثأر
ومع أنه لايمكن بالتأكيد القول بأن مقتل سويدات كان مدبرا أو أنه دفع للموت دفعا
فإن ما أعرفه هو أن الخطأ الذي ارتكبوه هو إبقاؤهم للوحدة التي كانت في عين بنتيلي على حالها، إذ أن المنطق العسكري يقول أن إما أن ترسل لها تعزيزات أو أن تسحب من موقعها، لاسيما أنها في مكان بعيد ووعر يصعب أوصول النجدة إليه على بعد 240 كلم شمال شرف بير أم اكرين
ويجرنا الحديث عن عين بنتيلي عن معركة ” لكويره” الأولى التي أعتقد أن فشل المحاولة الأولى للسيطرة عليها يعود إلى أن القوة التي هاجمتها لم تكن لديها الجرأة اللازمة لمواجهة البوليزاريو رغم أن ميزان القوة كان يميل لصالحنا عددا وعتادا، وموقع البلدة ليست له طبيعة استرتجية تمكن من بداخلها من الدفاع عنها ، بل كان الموقع مكانا مكشوفا، وقد اتضح ذالك في المحاولة الثانية لدخولها إذ استطاعت القوة التي توجهت إليها السيطرة عليها بسهولة
يتواصل…