لا تلوموا الوالد مسعود/ عبدالله أتفغ المختار
حضرتُ اليوم مؤتمراً صحفياً لأحزابٍ سياسية، لم تتفق ابتداءً على عنوان يجمعها، لينعقد المؤتمر الصحفي بمن حضر، دون الخوض في المشترك بين القادة، وهو قليلٌ طبعاً.
كاريزما مسعود ولد بولخير كانت طاغية على التظاهرة، وربما لم يكن ليحضرَ أصلاً لو لم يجد تطمينات بأنه هو “الزعيم” والمُتحدث الرئيس، وحتى إن لم يجد تعهداً بذلك من بقية القادة، فليس من بينهم من يستطيع خطفَ الأضواء من الزعيم التاريخي للمعارضة الموريتانية.
لا تنسوا أنه الأمين العالم لاتحاد القوى الديمقراطية عام 1991، قبل تغيير نصوص الحزب، وانتخاب أحمد ولد داداه رئيساً له، في عهد جديد بدأ في مايو عام 1992.
قبل ذلك كان مسعود الآمر الناهي في الجبهه الموحدة لقوى التغيير FDIC
لا تقولوا تنكرَ مسعود لمبادئه، فهو رجل سياسة، وشغل مناصب إدارية ووزارية في أيام اللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني واللجنة العسكرية للخلاص الوطني..
تاريخ مسعود مع السياسة قديم وطويل وعريض، ومحاكمته على مواقف سياسية بعينها تحَجرٌ وفهم سطحيٌ لتكتيكات الرجل، ثمّ إن لكل سياسي ناجح كبواتٌ، عندما نُبعدُ العاطفة في تقييمنا لزيد أو عمرو.
مسعود لا يُضيّعُ الفرص.. إذا أخذنا في الاعتبار كونَ حزب تواصل هوّ من أقنع الأطراف بعقد المؤتمر الصحفي على عجل، ولم يسبق لأي تشكلة سياسية أن “فَعَلتها” في مسعود..
ما لم يقله مسعود، وهو عاطفيٌ جداً، أنّ من يريد أن يضغط بمسعود من أجل “الحوار” عليه أن يعلم أن مسعود لا يقبل بأن يكون تابعاً.. ما لم يقله مسعود : أنا لي مآخذي الشخصية على ولد الغزواني، ولن أستخدم أسلوبي ولُغتي الخاصة لكي أكون ذيلاً.. أنا أولاً..
يعلم تواصل أن بيرام من أقوى جهات الضغط من أجل الحوار، لكن بيرام كعادته، لم يعد يرضى مجالسة الصغار، وكان لابد من مسعود الذي عرّج على الإرث الإنساني لاسترضاء كان حاميدو بابا، وهو رجل أعمال ثري بارَكَ صلوات ولد عبد العزيز في كيهيدي.. أعلمُ شخصياً أن مسعود من طينة لا تُقيم وزناً لـ”تيام صامبا” الذي يعلمُ القاصي والداني أنه عنصري “ؤيا امبانه انكفاي”.
تواصل معذورٌ في مجمل مساعيه، فتشكيلة رئيسه ولد سيدي ، يغيب عنها المهاجم محمد جميل منصور الذي لم يعد يرغب في اللعب، ولم ينتقل كُلياً إلى نادٍ آخر.. حتى ولد سيّدي نفسه يُفكر في إبقاء السالك سيدي محمود رأس حربة بقية الموسم، ويرى كثيرون أنه لا يسعى لتسجيل أهداف كثيرة في مرمى ابن عمه ولد الغزواني.
لم يحضر بيرام، لأنه يعلم أن حصة حزبه في التظاهرة لا تعدو قراءة رئيس حزب الرك، معالي الوزير السابق عمر ولد يالي لبيان المؤتمر الصحفي باللغة الفرنسية..حصة بيرام أكبر من ذلك في نظره قطعًا .
وفي النهاية، فمسعود، الذي لم يبك اليوم على غير عادته في مثل هذه المواقف، كان يسعى لتسجيل موقفٍ وكان له ما أراد فالرجل ينفق بسخاء، وبيته قبلة للمحتاجين وللوجهاء، وبيرام ليس من السذاجة بحيث يتفرج على خطابه في مزاد تشكيلات سياسية غير مأمونة الجانب، وحزب تواصل، الذي لم يرض أي حزب معارض مشاركته في مؤسسة المعارضة، هو تيار يمينيٌ محافظ بالأساس، تُوّجّهُه الاديولوجيا والقبيلة والمشيخات ، ويسعى للتموقع الدائم على رأس أحزاب الدرجة الأولى في المعارضة، ولن يزيد على التمرن من حين لآخر، للبقاء في الصدارة، لكنه بحاجة إلى جميل منصور، الآن الآن وليس غداً.
عبدالله أتفغ المختار