أقلام

في مدارس الامتياز الحالية/ذ.السالك محمد موسى

 

 

في مدارس الامتياز الحالية

على من يقولون إن مدارس الامتياز أو البوليتكنيك تكرس نوعا من التمييز و المحاباة أن يعلموا انهم واهمون وواقعون في خلط بين السبب و النتيجة.
فوضعية هذه المدارس معروفة لدى الجميع حيث أنها يدخلها الطلاب إثر مسابقات شفافة ونزيهة .
وما يلاحظ _ بحق _ من ندرة تمكن أبناء الفقراء وخاصة من شريحة الحراطين من ولوج هذه المدارس سببه هو طبيعة نظام الازدواجية المبكرة فهو نخبوي ومكلف ، ولا ينجح فيه أو يتفوق إلا الأذكياء أو المتوسطون من أبناء الأسر القادرة على تحمل تكاليف الدروس الخاصة طيلة مراحل الدراسة.
و لعل فتح هذه المدارس جاء للتغطية على فشل نظام الازدواجية المبكرة .هذا الفشل الذي غدا محل إجماع وطني.

ولو كان نظامنا التربوي منسجما مع طبيعة مجتمعنا لتمكن كثير من أبناء الفقراء من ولوج هذه المدارس أو لما كان لوجودها مبرر اصلا.
إن تلك الخصائص( النخبوية ، الكلفة العالية ،الفرز الاجتماعي -الاقتصادي ) تجعل هذا النظام عائقا أمام نهوض البلد وترقية فئاته الهشة .
ولكن المضحك المبكي هو ان نخبة البلد(موالاة ومعارضة ) وفي مقدمتهم من يقدمون أنفسهم على أنهم دعاة ترقية لحراطين يجهلون أو يتجاهلون هذه القضية .ثم يلقون باللائمة على مدارس ومؤسسات هي مخرجات طبيعية لنظام تربوي تطغى عليه لغة أجنبية هم أنفسهم يؤيدون بقاء هيمنتها على البلد ولا يبذلون أي جهد لتغيير الوضعية .
إذن من أكبر العوائق امام ترقية البلد وخاصة شرائحه الهشة (لحراطين ) النخب التي ترعى بقاء النظام التربوي الراهن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى