أقلام

اختبار في النحو، المادة: الإعراب/محمد فال بلال

 

 

 

اختبار في النحو،
المادة: الإعراب
خاص ب”الفاعلين السياسيين و”الأطر”،،
أولا، من هم “الفاعلون السياسيون”؟ مصطلح غامض أوجَدَه الحزب الجمهوري وطوّره حزب الاتحاد. ويطلقُ على مخلوقات تنهضُ من حين لآخر، فتَراها تحومُ، وتطيرُ وتنزِلُ وتُقيمُ الدّنيا كلّما أمَرَت فخامة “القيّادة” بتحضير حملة انتساب أو انتخاب أو مهرجان أو مسيرَة أو استقبال أو أي نشاط آخر ينظرُ إليه الكبار باهتمام. ألكترونات حُرّة تتحرّكُـ من خارج الهياكل الحزبيّة المنتظمة في الوحدات والمراكز والفروع والأقسام والاتحاديات والمجلس الوطني والمكتب التنفيذي، ومن خارج المؤسسات المنتخبَة كالبلديّات والبرلمان، ومن خارج الهيئات القبليّة حتّى… ولسدّ الفراغ القانوني والشّرعي الحاصل بشأن هؤلاء المخاليق الذين يتحرّكون لرَدِّ الجميل لهذا أو ذاك من أولياء النعمة أو للإستعراض ولفت انتباه المسؤولين خارج أي نَسَق منتظم، أوْجَدَ الحزب الجمهوري عام 2001 هذا المصطلح وأطلقهُ عليهم. سمّاهم: الفاعلون السياسيون! عنْوَانٌ فضفاضٌ، غريدٌ، وفسيحٌ.
وعندما جاء حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، احتفظَ بالمصطلح ذاته وطوّرَهُ،،، واستحْدَثَ معهُ مصطلح “الأطر” لاستيعاب نشاط “المعيّنين” في الوزارات والشركات والمواقع الأخرى. ومصطلح “الأطر” بهذا المعنى ما هو إلاّ امتدادٌ لمصطلح “الفاعلين” باعتبار أنّهم، أي “الأطر”، يتحرّكون بالضبط كما يتحرّك “الفاعلون” من خارج الهيئات والهياكل الحزبية والمؤسسات الحاضنة للعمل السياسي والمجتمعي. واللقب هنا لا يتعلق إلاّ نادرا بشهادة أو مستوى معرفي أو ثقافة؛ وإنما يتعلق بكرامة “التعيين”. فالواحد منّا يصبح “إطارا” في اللحظة التي يتم فيها تعيينه بصرف النظر عن أي شيء آخر. فهو “إطار” بموجب “التعيين”. وكلما كانت وظيفته أعلى وأدسَم كلما كان “إطاره” أفخم. أمّا حملة الشهادات من العاطلين سواء كانوا أساتذة ومهندسين وفقهاء وصالحين، أو كانوا دكاترة وأطباء مضربين أو معارضين، أو حتى موالين بلا تعيين… فهؤلاء ليسوا “أطرا” ولا “فاعلين”.
سؤالي: أهل الحزب الجمهوري كانوا يُدركون تماما أنّ “فاعل” في السياسة إسمٌ نكِرَةٌ منصوبٌ على التّخفيف، “مفعول به”؛ ما ظنكم بإعراب “الفاعل السياسي” و”الإطار” في قاموس اليوم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى