أقلامغير مصنف

ولد إكس اگرگ يلقم ولد ابريد الليل حجرا/حصان طروادة

 

 

 

 

 

حصان طروادة

السياسي الذي لا يعرف التاريخ، كالطبيب الذي لم يمارس في مستشفى، أما السياسي الذي يتلاعب بالتاريخ فهو كالطبيب الذي يتلاعب بصحة مرضاه، كما أن استخدام التاريخ من غير حساب هو أيضا كبيع الأدوية من غير دراية بعلم الصيدلة.

غزّيِ الأركاب ليس مؤتمرا لسكان غرب الصحراء الكبرى، بل تجمع من قبائل شتى تحرك به الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل بن مامين القلقمي، باتجاه المغرب ومعه زعماء من قبائل شتى من أهل المنتبذ القصي وقبائل الصحراء إلى المغرب الأقصى سنة 1905، طالبين العدة والعتاد من سلطان المغرب المولى عبد العزيز بن الحسن الأول وفدوا عليه في فاس وكان الوفد كبيرا يناهز الألف، وظاهر من التسمية أنه ذو طابع متحرك جوال(غزي) وليس مؤتمرا كما أراد الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل أن يوهم أو يستغفل القارئ في مقاله الأخير.
كان ضمن غزّيِ الأركاب الشاعر محمد ولد محمد خُويَ، وقال له أحد تشمشه مداعبا وهم عند (تارودانت) محل انطلاق(السجناء الخمسة) تشمشه:
ما يتمونك لگعاد:: بداع ءُ لا يفلش
ءُ ألا يجبر غفيَ زاد :: من ذ كهل المدلش
فأجابه ولد محمد خويَ:
أنت فالش فالحين:: ألَ عت أل تفلش
راع ذ بل منين:: گامت خلطتْ شُمّش
وفي غزي الأركاب يقول الأمين بن محمد المختار بن حمّينِّ اليدالي:
يا مرحبًا بركاب الشـيخ يـقدمها :: مـن طلعة الشـيخ نورٌ فـيـه برهانُهْ
أهلاً بتلك الركاب السـابقات له :: تحثّهـا لقبـاب السبع رُكبانه
أهلاً به من ركابٍ قـد أتـيـنَ به :: لما أتى بطلـوع السعـد إتـيانه
أهلاً لعـمـرك بـالشـيـخ الـمبـارك شَيْـــــخِنـا، ومـن هـو مـاء العـيـن إنسانه
أهلاً به هيبة الـمـجـدَ الـمبـيـن وفـي الـــقَدْر الـمكين بـمـا لـم يـخـفَ عـرفانه
بالـمبتـنـي الـمـجـد إيـوانًا، وأيـن عـلى :: إيـوانِ كـسـرى أنـوشـروان إيـوانه
بـيـتًا دعـائمُه بـالله قـائمةٌ :: قـامت عـلى شُرفـات الـديـن أركانه
الجيش (الغزي) لم يكن فيه أحمد للديد كما هو معروف، وإنما كان فيه أخوه سيدي لشهب، ويقال في اترارزه عام امگيست سيدي للغرب (المغرب).
ولم يكن في الغزي أمير الحوض، أعل ولد أمحيميد، كما أورد ولد ابريد الليل، والذي يقول بول مارتي إنه: “يخصص أغلب الوقت للصيد وشرب الشاي ولايكون فى غاية الغبطة الا عندما يذهب إلى منطقة ” الأبيار ” لقنص المها وهو فارس ماهر رغم ضخامة جسمه”، لم يغادر اعل محمود الحوظ إلا مرة واحد ة حين شارك فى معركة النيملان 40 كيلومترا غرب تجگجه حيث جرت المعركة فى أكتوبر سنة 1906 بين المقاومة والفرنسيين كان النصر فيها حلف المقاومة، وهي أقصى نقطة بلغها الأمير اعل محمود غربا.
غزي الأركاب لم يكن فيه المجاهد محمد المختار ولد الحامد الكنتي، الذي كان مشغولا في تگانت بأمور التخطيط لمجاهدة النصارى والنبذ إليهم وقد قدم إليه في تگانت الشريف مولاي إدريس ممثل ملك المغرب السلطان عبد العزيز بن الحسن الأول، في جمع معتبر يمثل القبائل المختلفة، توجه، والتقى به محمد المختار ولد الحامد في موضع يدعى انواشيد شمال غرب الرشيد وكان في صحبته 12 فارسا من كبار وجهاء قبيلته. أمضى 6 أيام مع الشريف في نقاشات مستمرة لرسم ملامح خطة الهجوم المنتظر. ويبدو أن النقاشات قد انتهت دون الاتفاق على شيء محدد بدليل ما أظهرته الأحداث فيما بعد من عدم التنسيق ودور للصدفة، من معركة انييملان في أكتوبر 1906، حتى تدمير قصر الرشيد 1908.
لم يشارك من ذكرنا وليقس مالم يقل

محمد يحظيه ولد ابريد الليل

فى عام “حم ” 1348 هـ – 1928 م بنيت اگجوجت من طرف الفرنسيين وجلبوا لبنائها الإسمنت من سنلوي فيما يسمى ” كَوَيِّتْ نفرُو ” التى حملت الإسمنت على جمال بعهدة رجل يسمى نفرو فجلبته دون أن تُنيخ أو تستريح فى مسير يصل الليل بالنهار حتى وصلت أكجوجت فصارت ” كَويتْ نفرُو ” مضرب المثل في المشقة الفائقة كمعاناة المسكين سيزيف.
شُيدت أگجوجت فأصبحت مدينة تضم مركزا إداريا وقاعدة عسكرية وسجنا، وهي عاصمة لولاية انشيري التى تقع شرقها ولاية آدرار و جنوبها ولاية الترارزه، وشمالها و شرقها داخلت نواذيبو و لها ساحل قصير علي المحيط الأطلسي.
كان من أؤائل من استوطن اكجوجت رجل قدم من “واد نون” يسمى باب ولد ابريد الليل تزوج امرأة من “أولاد اللب” و ألقى عصا التسيار ومارس التجارة، وفى نهاية الأربعينات رزق باب بطفل سماه محمد يحظيه تربى فى اكجوجت وتنقل صبيا بين اكجوجت واظبيعيات والكارح ولجواد و و بورجيمات و دمان وواحات أوجفت والعوجة و ازويك و زار أطار و الزويرات و افديرك و بير أم اكرين وإيفوططنْ حتى آوكار.
وتنقل مع رعاة الإبل فى مرابع تيرس وتعلم منهم أن طائر ” أم جابر ” عندما ينعق بالليل فإن المناخ غدا سيكون حارا كذلك عندما ” يبكي بوژيژوان ” ليلا فإنما يبكيه حر غد و عندما تكون النجوم مرئية و مشعة ومكتملة الظهور فى السماء بالليل فإن الماخ غدا سيكون صحوا دون هبوب العواصف والعكس وعندما تهب ” الساحلية ” عصرا فإن المناخ غدا سيكون باردا ..
درس محمد يحظيه الإبتدائية فى أطار ودرس الإعدادية فى سهل الصطارة بروصو وكان يميل للعمل الصحفي وعندما أخذ شهادة ختم الدروس الإبتدائية ” brevet ” ذهب لدراسة الإعلام فى فرنسا ، فى نهاية الستينات1968 كان المد القومي طاغيا وبدأت أصدائه القوية تتردد بين كثبان وكُدى المنتبذ القصي وبدأت أفكار البعث تتداول بين محمد يحظيه ولدابريد الليل و محمد سعيد ولد الحسين المعروف ” بالداه” و فاضل ولد سيد هيب و محمد يحظيه ولد الطلبه حيث كان يجتمع معهم فى دار أخيه فى انواكشوط ضابط الجمارك محمد سالم ولد ابريد الليل .
إلا أن انتماءهم ظل فى إطار مايعرف بالحركة القومية حتى سنة 1972 حين قام الزعيم الليبي الراحل العقيد القذافي بزيارة لموريتانيا وكان الوفد الرئاسي يضم أحد معاوني الرئيس المقربين ويدعى “القشاط” الذي تخلف عن الوفد بعد مغادرته ، وبقي القشاط في موريتانيا لبعض الوقت، وبعد ذلك ساءت العلاقة بين مكوني الحركة القومية في موريتانيا، ويتهم قادة البعثيين في هذه الفترة العقيد معمر القذافي بأنه كان وراء تشجيع الفصيل الذي سيدعى فيما بعد بالناصريين في موريتانيا بالانفصال رغم الجهود المضنية التي بذلها البعثيون أولاً للحيلولة دون الانفصال، قبل أن يستبد الشطط ببعض عناصرهم الطلابية أمثال : محمد فاضل ولد البخاري ، ابراهيم ولد عبد الله ، محمد الأمين ولد الناني ، محمد الأمين ولد داهي ، محمد يحيى ولد المختار الملقب”احوياتو”.
ظل ولد ابريد الليل هو الأب الروحي لحركة البعثيين، تحالف مع حركة الكادحين في فاتح يناير 1971 في إضراب عمالي مطالبين بحقوق العمال والحقوق الوطنية.
وفي فاتح مايو من السنة نفسها اشترك مع الكادحين للتحضير لمظاهرة عيد العمال واعتقل مع المصطفى ولد عبيد الرحمن والمصطفى ولد بدر الدين.
وفي سنة 1975 أقدم الرئيس الأسبق المختار ولد داداه على فتح الحوار مع القوى السياسية المعارضة لسياساته ضمت قواد الكادحين فى فرنسا وانتهت بمؤتمر التوضيح الذى ضم الكادحين والبعثيين والناصريين، لم يجد ولد ابريد ما يبحث عنه فتسلل لواذا.
وفى سنة 1976 انسحب ولد بريد الليل من حزب الشعب الموريتاني ليتحالف مع الجناح الرافض من الكادحين الذى اصبح يسمى الحركة الوطنية الديموقراطية “M N D” متذرعين برفضهم لحرب الصحراء وهي حجة سيحاول من خلالها اقناع بعض البعثيين فى الجيش بالإنقلاب على نظام ولد داداه خاصة الأخوين السالك: جدو والمختار وأصدر بيانا في شهر مايو 1978 حث فيه الرأي العام الوطني على المطالبة بتوقف نزيف الدم المراق بين الأخوة المتحاربين واجتمع صحبة ممد ولد أحمد ببعض قادة الانقلاب وبعد نجاح الإنقلاب عين ولد ابريد الليل وزيرا للإعلام.
فى سنة 1979 تولى أحمد ولد بوسيف الحكم فعليا فكان رئيس الوزراء القوي لم يجد فيه ولد ابريد الليل ضالته فاختلف معه محتجا أنه كان مواليا لفرنسا، ومتواطئا مع المغرب لإرجاع موريتانيا إلى الصراع المسلح في الصحراء الغربية.
حاول ولد ابريد الليل التقرب من ولد هيدالة نظرا للعامل الجهوي وبعد خطاب هيدالة فى الرابع والعشرين ابريل ومشاركته فى أعمال التطوع بنفسه فى المكان المعروف من “بواحديدة ” بهذا الإسم دفع ولد ابريد الليل بالبعثيين فى اللجنة الوطنية للتطوع وحاول المواءمة بين البعث وهياكل تهذيب الجماهير إلا أن شهر العسل لم يطل مع هيداله ففى سنة 1982 زج بهم فى غياهب السجون بتهمة الإنتماء لحزب محظور للمساس بأمن الدولة.
حوكم ولد ابريد الليل وجهت النيابة له أولا تهمة الإنتماء لحزب البعث قال بعد أن نشق من الشم: ذيك اتخطاوها ذيك ثابته ،ثم وجهت له تهمة المساس بالأمن العام فأجاب بالنفي .
وفى سنة 1985 دخل ولد ابريد الليل في تنسيق مع المصطفى ولد بدر الدين من الحركة الوطنية الديموقراطية ، والكوري ولد احميتي من التيار الناصري ومحمد ولد الحيمر من حركة الحر فى موضوع النقابات لم يحقق ولد ابريد الليل من تلك التحالفات أهدافه فحاول تغيير تحالفاته من اليسار إلى اليمين فتحالف سنة 1986 مع يمين “الكادحين” التحالف من أجل موريتانيا ديمقراطية “A M D” ومع الإخوان المسلمين فيما عرف باللائحة الخضراء “الزرقاء” في أول انتخابات بلدية في موريتانيا ، وهي اللائحة التي نجحت لولا الاختلاف بين المتحالفين على ترتيبات إجرائية من بينها من يكون “العمدة” وهو ما فتح باب الحظ لمحمد محمود ولد أماه ، منافسهم القوي في اللائحة البيضاء التي كان وراءها حلفاء الأمس من الناصريين والأطراف الأخرى.
سنة 1991 تم حل تنظيم حزب البعث فى موريتانيا والتحقت القيادات التاريخية لحزب البعث والجيل الثاني بالحزب الجمهوري ومن أبرز هذه المجموعة ولد ابريد الليل ممد ولد احمد ، يحيى ولد عالي ، عيسى ولد بلال، أحمد ولد بِياه . فيما انشأ الشباب الغاضب من حل الحزب ماعرف بـ “جماعة كارفور” التى ستكون نواة لحزب الطليعة وفى 1995 تم اعتقال ولد ابريد الليل فيما يعتبره هو تقربا من النظام لأمريكا وإسرئيل.
فى انتخابات 7 نوفمبر 2003 دعم ولد ابريد صديقه اللدود ولد هيدالة ليعتقل مطلع ديسمبر من نفس السنة مع 14 شخصا من حملة المرشح هيداله بتهمة التآمر من أجل قلب النظام الدستوري والأضرار بالمصالح العليا للبلاد فى سماه مدير حملة ولد الطايع الوزيرحمود ولد امحمد خطة “ghorab1 ” التى اتهم المخابرات الليبية بتمويلها، واعتقل فيها إضافة لولد ابريد الليل كل من الشيخ المختار ولد حرمة وحاب ولد محمد فال.
فى انتخابات مارس 2007 دعم ولد ابريد الليل المرشح الزين ولد زيدان واتجه معه لدعم المرشح سيد ولد الشيخ عبد الله فى الشوط الثاني وفى بداية حكم سيد محمد ولد الشيخ عبد الله بدأ ولد ابريد الليل وكأنه يُعدّ لإنقلاب 6 غشت من خلال مقالاته ” تفاديا للعار “- لحمة الإخفاق – ونهاية حقبة – جزاء سنمار.
استشعر ولد ابريد الليل الخطر المحدق – حسب زعمه – باحثاعن فارس المرحلة – الجنرال -موظفا المثل الحساني: “انْـگـِيبْ ألا من بلْ الْـگـِيـط ْ ” متمثلا النموذج الجزائري إن طريقة الوثبة من الكبوة هي التي تميز النخبة الأصيلة و الحيوية عن أخرى منحلة و خائرة، وعندما كان ضروريا العثور على رجل قادر على مجابهة ظروف الجزائر المأساوية، اتجه البحث نحو قلب الجذر الرئيسي للوطنية الجزائرية … إلى رجل صلب عوده السياسي ألا و هو عبد العزيز بو تفليقة.” و …
مقالاته أثارت استغراب الزين ولد زيدان خاصة بعد مقابلة تلفزيونية أدارها تقي الله ولد الأدهم جمعت ول ابريد الليل مع الصحفية هندو بنت عينين ليتسائل الزين ولد زيدان بعد المقابلة وكان حينها وزيرا أول فى عهد سيد ولد الشيخ عبد الله: مع من يقف ولد ابريد الليل ؟!
وجرحت مقالاته المرحوم أحمد باب مسكه لفرط صرامتها، وبدا فى مقالاته ملما بالصحافة الوطنية الورقية والألكترونية من خلال استشهاده بها: قال فلان وكتب فلان..
وبعد إنقلاب 6 أغسطس جلس ولد ابريد الليل فى حديث مع الصحفي تقي الله الأدهم فى التلفزيون الوطني ليبرر مخاوفه آنذاك و..
فى ندوة حول “الهوية الوطنية: المرتكزات والتحديات” اشتم البعض من حديثه رائحة الشوفينية كحديثه عن عودة المبعدين: إن البلد يعيش حالة من الإرباك السياسي والخلط بين مفهوم المواطنة والهوية، إن عددا كبيرا من الموريتانيين لم يحددوا بعد وجهتهم السليمة ولا انتماءهم الوطني بشكل واضح، ما يجعل القلق يتملك الجميع أن القادمين الجدد إلى موريتانيا ما زالوا بحاجة إلى الإجابة عن سؤالين هما :
– هل ولاؤهم للوطن – وهل هم مواطنون أصليون ، على الوافدين البرهنة على ولائهم للدولة الموريتانية لأن الأمر يتطلب بعض التوضيح.”
عند كل مفترق يظهر ولد ابريد الليل 10يوليو 1978، انقلاب هيدالة، ترشح هيداله وبداية أفول نحم معاوية 2005، انقلاب عزيز 2008، وقبل سنتين في الحديث عن المأمورية واليوم في البحث عن خليفة لعزيز!
سلاحه المقالات لكنها مقالات تطبخ بعناية في مطبخ مجهول ويكتبها بلغة موليير رجل عروبي حتى النخاع!
ولد ابريد الليل رجل من طبقة سياسية ظلت تتلون ولا تتجدد منذ نصف قرن.

كامل الود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى