اعتبر رئيس حزب اتحاد قوى التقدم الدكتور محمد ولد مولود أن إدخال العلمانية إلى موريتانيا إثارة للفتنة، مؤكدا أنها تشكل استفزازا لمشاعر المواطنين، مشددا على أن “العلمانية ليست هي ما يحتاجه الشعب الموريتاني”.
وأكد ولد مولود أن الشعب الموريتاني بحاجة “للديمقراطية، وللحرية، وللتحول الديمقراطي على مستوى العلاقات الاجتماعية، والمساواة، والتوزيع العادل للثروة بين المواطنين، وهذا ما يجب أن يكون أولوية”.
وشدد ولد مولود على أنه ضد نزع الطابع الإسلامي عن الدولة الموريتانية، لأن لكل شعب خصوصيته، وله تاريخه، وله أوضاعه، وهويته، مذكرا بأن ابريطانيا التي تعتبر دولة غربية وديمقراطية، وأوربية، رئيسة الدولة هي رئيسة الكنيسة الإنجليكانية، كما أن الخمير الحمر وهو أكثر الشيوعية تطرفا أقاموا دستورا لكامبدويا وضعوا فيه أن البوذية هي دين الدولة والشعب، لذا هذا النوع من الأمور لا ينبغي أن يؤخذ بهذه البساطة.
وخاطب ولد مولود في حوار على مجموعة في الواتساب تحمل اسم “الحوار المتمدن” السائل عن الموضوع قائلا: “أنت ستقول لأهل موريتانيا يجب أن تزيلوا الإسلامية من اسم الدولة، ولا يصبح الإسلام دين الدولة ولا دين الشعب. من يقول هذا سيؤدي لفتنة، ومجابهة”.
وأضاف ولد مولود: “كما أن الإسلام يمكن أن يكون مرتكزا للنضال من أجل الحرية، ومن أجل الديمقراطية، ومن أجل المساواة، وهذا سبق وأن وقع في التاريخ”.
وشدد ولد مولود على أنه لا ينبغي “أن نغتر بالإغراء الموجود في الدعاية الغربية للعلمانية”، مردفا أنه عند التدقيق “سنجد أن العلمانية التي تروج لها بعض الأوساط الفرنسية لديها توجه عنصري ضد المسلمين، وضد المرأة المسلمة”.
ولفت ولد مولود إلى أننا إذا نظرنا خارج فرنسا، سنجد أنه في الدول الأوربية المجاورة لها لا وجود للعلمانية، ففي ألمانيا يدرس الدين في المدارس، وفي بافير يوجد الصليب في كل فصول الدراسة، وفي أسبانيا التعاليم المسيحية مفروضة في المدارس، وكذلك في إيطاليا، وفي اليونان، وفي ابريطانيا نجد أن الديانية الإنجليكانية هي دين الدولة، والملكة هي رئيسة الكنسية الإنجليكانية.
وأكد ولد مولود أن لا يفهم الطرح الذي يطالب بالعلمانية في موريتانيا، ولا يعرف العلمانية المطلوبة لديهم بالنسبة لمجتمع مسلم، ويواجه عدوين، الأول منهما الهيمنة الأجنبية المسيطرة عليه، وعلى اقتصاده وسياسته، وثقافته، والثاني داخلي وهو الاستبداد الذي يكبل المجتمع ولا يتيح له التحرك.
وأضاف ولد مولود في حواره الواتسابي: “أرى أن الطاقة، كل الطاقة يجب أن توجه لهذا، وهو لا يحتاج علمانية، كما أن العلمانية لا تشكل مخرجا من ضائقته”.
وأردف ولد مولود: “من يرى تونس خلال حكم بن علي، كانت علمانية، ورغم ذلك كانت تابعة للخارج، وشعبها مستعبد من نظام استبدادي”.
زر الذهاب إلى الأعلى