المفتش: محمد محمد سدينا ودو يكتب / بين قوسين
بسم الله الرحمن الرحيم
*”بين قوسين”*
الحلقة الأولى
عدما ولد سلك مفتشي التعليم الثانوي بعد مخاض طويل أفرزته نضالات ومشاورات و”تفاهمات” داخل كواليس وأروقة المفتشية بناء عليها تباشر المغفلون أمثالي ببزوغ فجر “صادق” يسفر عن سلك جديد للمفتشين، يُفتتح بمسابقة ويمر بدراسة أكادمية وتربوية طيلة حولين دراسيين كاملين، ويتوج بشهادة يتربع حاملها على عرش السلطة التربوية .
تبارى النابهون من أساتذة التعليم “الثانوي” فى تنافس شريف للوصول إلى طموح مشروع يتغير معه” الوضع” يرتفع فيه من” الواقع “المعيش” إلى ” المثال” المأمول ،ولقد أسكرتهم مٌعَتقة الوهم: إذتخرجت دفعة أولى فثانية فثالثة وتتابعت حلقات المسلسل الثلاث، وقد استقطبتها أقطاب توزعت جهات الوطن الحبيب ، وتدفقت الوعود العرقوبية تتجسد فى سراب الواقع : حقيببة المفتش، علاوة المفتش، توزيع القطع الأرضية على المفتشين، علاوات.. وتكوينات… ورحلات.. وكل ماله صيغة جمع السلامة وما ألحق به سماعا لا قياسا ولقد امتلات ” المزاود” التى تعددت بتنوع ” المواعيد”، وتأبط الطيبون أوراقهم وملفاتهم وطفقوا يبيضون الافكار المثالية فى أوراقهم، وهواتفهم وحواسيب القلة منهم و خطط مهندسوهم وذوو أحلام اليقظة منهم شوارع وقصورا وساحات خضراء فى “مدينة المفتشين الفاضلة”!!! وكان عليهم أن يتخيلوا أويحلموا بعيادات متخصصة ،.ومراكز ترفيه للمسنين المتقاعدين الذين يصدق عليهم جزء من كلمة ثائر تونسي جمعت حروفها القليلة بين البساطة والعمق ومرارة الماضي، وقد وضع إحدى يديه على رأس اشتعل شيبا، علا وجها رسمت فيه مقاساة الواقع خطوطا طويلة متوازية تكتمل بها لوحة معبرة عن ذلك المسكين الحكيم:.
“هرمنا هرمنا”
المفتش: محمد محمد سدينا ودو
يتبع……