أقلام

مذكرات الرئيس محمد خونا ولدهيداله(الحلقة السابعة)

 

 

مذكرات الرئيس محمد خونا ولدهيداله

من القصر إلى الأسر

الحلقة السابعة

الخلاف مع امبارك ولد بون مختار

كانت هذه الواقعة بداية شقاق بيني مع امبارك وقد ظل يضمر لي شحناء بسببها وقد اتخذ منها ذريعة لتهميشي في الجيش خلال كل الفترات التي تولى خلالها قيادة الأركان، وأذكر من ذالك نماذج دالة ، وقع أولها حين عدت بعد تخرجي حيث حولني مباشرة في أغسطس 65 إلى روصو للخدمة في مركز التكوين العسكري هناك ومع ذالك تغاضيت عن هذا التعيين الصغير وعملت بجد على تكوين دفعة عُهد إلي بالإشراف على تكوينها، وقد نجح أفرادها جميعا وكانوا في غاية التميز، ومنهم على سبيل المثال “بوبكر ولدسيدابراهيم
” وبوبكر ولد بوميجه”ومحمد ولد حمادي” كما أشرفت على ثلاث دفعات مكتتبة حديثا وتخرجت على يدي ، وقد بقيت في هذا المركز حتى يونيو 1966 ولم أبرحه إلا حين عزل “أمبارك” عن قيادة الأركان وحل محله المصطفى ول محمد السالك فعينني قائدا لكتيبة أكجوجت وقد أبليت بلاء حسنا في تلك الكتيبة ، حيث عرفت تطورا كبيرا خلال عام ونصف كانت هي فترة قيادتي لها ، حتى أنه حين قرر المستشارون العسكرويون الفرنسيون في وزارة الدفاع أن يجروا امتحانا شاملا في الجيش ومسابقات عسكرية في جميع الفنون كانت كتيبتي في الصدارة ، ففي مسابقة الجري كان السبعة الأوائل منها ، وفي القتال كان الأول أيضا منها وأشرفت أيضا في هذه الكتيبة على تدريب الشيخ ولد أحمد محمود وكان في ذالك الوقت ضابط احتياط يتلقى تدريبا دوريا كل سنتين وكان إرساله لي دليلا على إعجاب القيادة بأدائي و منهجي في التدريب وكان مساعدي في القيادة سومارى سليمان الذي كان قد تخرج حديثا من فرنسا

أما الحادثة الثانية فقد وقعت حينما عاد أمبارك لقيادة الأركان مجددا أواخر 67 فعزلني عن قيادة الكتيبة ضاربا عرض الحائط بكل ذالك الإنجاز الذي حققت فيها وعينني في منصب هامشي في المكتب الثالث مساعدا لرئيس قسم المعاش ،لكنني في هذه المرة قررت أن لا أبقى مكتوف الأيدي أمام هذا الإقصاء ، فطلبت لقائه لكنه رفض فاضطررت لطلب لقاء وزير الدفاع ” بحام ولد محمد لغظف” ولما حدد لي موعدا وجئته وجدت امبارك معه فبادرته بالقول : السيدالوزير أنا لا أريد العمل مع امبارك هذا ولو كان في الجنة، وقصصت عليه كلما جرى بيننا في السابق ، فرد علي : هذا الكلام لايليق بضابط سام مثلك أذهب وأعمل مع قيادتك ، فخرجت من عنده وعدت إلى قيادة الأركان لكني رفضت أداء عملي ، وبعد أيام ظلبني اميارك وأخبرني أن الرئيس المختار يريد مرافقا عسكريا وأنه يفضل أن يكون ضابطا لأنه خبر مرافقه السابق وكان ضابط صف يدعى “كمرا كادجاتا” فلم يعجبه وأنه على ذالك الأساس اختارني لأكون مرافق الرئيس وقد سمعت بعد ذالك أن بحام حين أوصل لمبارك رغبة الرئيس قال له: لاتنسى ذالك الرجل ،، يقصدني لكن لم أتأكد من صحة هذه القصة

أما الحادثة الثالثة فقد كانت أكثر تعقيدا وتدل على إصراره على إقصائي رغم رغبة الرئيس في ترقيتي ، وذالك أنني لما حولت للعمل مرافقا للرئيس لم أمض معه إلا أسابيع حتى خرجنا في جولته الإفريقية المشهورة التي قام بها بعد حرب 67 لدعوة الدول الإفريقية لقطع علاقاتها مع إسرائيل وقد شملت الجولة كل من غامبيا وكوناكري ونيجيريا والنيجر وبنين وساحل العاج ومالي والكاميرون ، وكانت أول مرة ألتقي فيها الرئيس المختار عن قرب ويبدو أنه أخذ عني انطباعا جيدا ، ففي رحلة العودة قال لي : لقد قررت أن أعيدك للجيش فور عودتي

يتواصل….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى