أقلام

المجلسي يعلق على تفاهات أهل التيكتوك 

 

 

عمَّ البلاء بتحدِّيات أهل التيكتوك، وصُبِغ كثير من الشَّباب بمساوئ آثار الاهتمام بها، ورَأَوا أنَّها طِينةٌ عُجِن منها الثَّراءُ وكسبُ المال، ولابدَّ من بيان أمور مهمَّة في هذه المسألة:

-1. أن كسبَ المال من التحديات في التِّيكتوك محرَّم حرمة شديدة وذلك لأمور منها.

(أ)ما في تلك التَّحديات من مسألة الناس المحرَّمة، ففي الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (لا تَزال المسأَلةُ بأحدكم حتَّى يَلقى الله وليست في وجهِه مُزعةُ لَحم)

(ب) وما فيه من مشاركة في حملات الإسراف والتبذير، وبذل المال في ما لا ينفع، وقد قال تعالى: (ولا تُبذِّر تبذيرا إن المبذِّرين كانوا إخوان الشياطين)

(ج) ما فيه من دعم التيكتوك، ومعلوم ما يَنشره من الباطل والإباحية والانحلال الخلقي، وما يغلب عليه من الشر، وهو يأخذ نَحو ثُلُثَي أموال التحديات، التي يزيد بها إثمَه، وقد قال تعالى: (ولا تَعاونوا على الإثم والعدوان) وما دخله بعض المصلحين إلا لتقليل شَرِّه، وللحاجة الملحة إلى توظيفِ بعض جوانبِه.

(د)أنَّ هذه التَّحديات مَيسِر، بل هي أولى بالتحريم من الميسر والقِمار، لأنَّ القِمار والسبَق محرَّم في الطَّير ونَحوِ ذلك، فكيف بالقمار في أمور التفاهة، وكلِّ قبيحة وعاهة!؟

وقد روى أبو داود وغيره عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا سبقَ إلا في خُفٍّ أو في حافرٍ أو نَصل) فليست تحديات التيكتوك سباقَ خيل أو إبل أو رماية، وليست ممَّا ألحقه بعض العلماء بذلك مما يُعين على الجهاد وإمداده كالمصارعة، أو ممَّا يعين على العلم ونشره كالمسابقات القرءانية والحديثية، بل هي بعيدة من ذلك بُعدَ بَيض الأنوق.

(ه) أن الأغلب الأعمّ في تلك التَّحديات نَشر الفُجور ومساوئ الأخلاق، والمجاهرة بالمعاصي، وإشاعة الرذائل، وتدنيس قيم المجتمعات المحافظة، وقد قال تعالى: (إن الذين يُحبون أن تَشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليمٌ في الدنيا والآخرة..)

 

-2. إعانة المتحدِّين في التيكتوك على تحصيل الأموال من تلك التَّحدِّيات والألعاب والفرح بفوزهم إثمٌ واضح، وانغماسٌ في الشَّر فاضح، فقد قال تعالى: (وتَعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تَعاونوا على الإثم والعدوان..) وقال تعالى: (ولا تَركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكم النار..)

 

-3. لا يَفرح المؤمن بكسبِه الحرام بله كسب غيره، ولا يَغرُّه ذلك، ولا يَسرُّه، لأن الحرامَ يُمحق، وهو إلى اضمِحلال، مهما صالَ وجال، وما نبتَ منه فالنار أولى به، ومال قليل حلال فيه بركة، وهو خير من مال كثير حرام منزوع البركة، ولهذا كان من دعاء النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لأنس كما في الصحيحين: (اللَّهمَّ أكثِر مالَه ووَلَده وبارك له فيما أعطَيتَه)

وربَّ مُقلٍّ عنده من البركة والسعادة وكرامة النَّفس ونَقاء السِّيرة ما ليس عند المُكثرين، وتلك مآثر لا تُباع بثمن..والله الموفق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى