أقلام

تعليق على واقع مخيف/ محمد فال ولد سيدي ميله

 

واهم من يعتقد أننا قد نؤمن، للحظة، بغير الدولة رادعا أو بغيرها حاكما. إن أكبر مسبة للنظام أن تصبح عضلات الصعاليك الملاكمين هي مَصْدر ومُصَدّر الأحكام، وأن يكون أصحاب الفكر الغابوي هم الشاكي والمشكوّ إليه والمحامي والدركي في الآن نفسه. كم ضاع مفهوم الدولة في مغبة سيبة فظيعة نراها يوميا على ألسن وفوق عضلات أبناء وبنات المجتمع المخملي البرجوازي الممتهن مص دماء الشعب في مباهاة علنية وقحة وغير مسبوقة!!.

ليس لحنفي أن يلجم لسانه أو يطحن قلمه في حين يتلاعب أصحاب البطون المنتفخة بمصالح وثروات الشعب. وليس لـ”غيره” أن يمارس هوايته في الملاكمة مع صحفي لعب دوره في إلقاء الضوء على صفقة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مريبة وغامضة. لم يكن حنفي إلا القلم ذا الصوت الشجي الرخيم، والمدوي الصاخب، حين ظلت الأقلام مبحوحة، خاملة، متخاذلة، وواهية.

في أي عالم نحن، عندما تبصق راكبات السيارات الفارهة على زي الشرطة! وعندما يسلب أباطرة القمار منازل التعساء المغرر بهم! وعندما ينفذ العتاة قوانينهم بأيديهم المفلطحة!..

اليوم، وداخل كومة ظلامنا الدامس، يتساءل كل مواطن مشغوف بهذه الرقعة الجدباء: هل بدأ العدل التنازلي لزوال منظومة الدولة أمام غطرسة المفسدين، ورجال “الأعمال”، والمدللات المُنَعّمات، ووزراء الصدفة، وورثة التوزير، وباعة المخدرات، ومستوردي الأدوية المزورة، والمرتشين في القطاعات الخدمية، وزعماء قبائل البدو، وأصحاب النياشين البراقة؟.. إننا ننزلق بسرعة فائقة نحو الفوضى المسرطنة، والمجوسية الفكرية، وهيمنة المال الوسخ، القذر، النتن. رغم ذلك، وبالرغم من جبروت المارقين على القانون، سيبقى حنفي صوتا لكل صوت خافت ومدادا لكل قلم حرون..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى