أقلام

مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله(الحلقه 46)

 

مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله

من القصر إلى الأسر

الحلقة 46

…. لكن عندما حدثت هذه القلاقل على خلفية موضوع المجلس الإستشاري أتصلنا بهم مجددا وقلنا لهم أن المصطفى لم يعد ينسق معنا في قراراته وإنما يأخذها بصورة انفرادية، وهذا ما أوصلنا للواقع الذي نعيشه اليوم، وبعد أن تشاورنا معهم رأينا أن الحل يكمن في استحداث منصب “رئيس الوزراء” حتى يكون شريكا للمصطفى في السلطة من خلال تمتعه بجملة من الصلاحيات التنفيذية ، على أن تبقى الصلاحيات السيادية من أختصاص الرئيس المصطفى مما سيحد من انفراد شخص واحد بتقرير مصير البلاد ، ولتنفيذ هذه الفكرة اقتسمنا الأدوار ، حيث أوكلنا إلى مجموعة بوسيف صياغة القوانين التي تتطلبها هذه الهيكلة الجديدة للسلطة وتعهدنا ( أنا وأحمدو) بتأمين القوة التي يتم من خلالها إجبار الرئيس المصطفى على قبول الفكرة، وقررنا بعداستكمال الترتيبات أن نوفد وفدا للرئيس المصطفى ليطرح عليه الفكرة ، فإن قبلها تركناه على منصبه ، وإن حاول رفضها اعتقلناه ونحيناه وبالفعل فقد أرسلنا له نطلب تحديد موعد للقاء به لمناقشة أوضاع البلاد، لكننا بالطبع لم نذكر له شيئا عن الغرض بالتحديد ، وقد استجاب لطلبنا وضرب لنا موعدا محددا

وقد انضم لهذا المشروع بقية الضباط الذين لم يكونوا من جماعة المصطفى مثل ون ممدو” ويال عبدالله” كماسعى ” كادير ” بعد أن تنبه لتغير موازين القوى إلى الإلتحاق بنا لكننا رفضناه في البداية حتى جاءنا يو ما وألح في طلب الإنضمام ، حتى أنه قال لنا أننا إن قررنا التحرك ضد المصطفى فهو مستعد لإعتقاله وتسليمه لنا، وبالفعل فقد كان ذالك الدور في استطاعته في أي وقت لشدة تحكمه فيه ، نظرا لكونه على قيادة أركان الرئاسة فضلا عن مستوى الثقة الكبير الذي يربطه به

ولتأمين مساندة كافة القطاعات العسكرية لنا ،أتصلنا بقائدي الحرس والدرك وهما على التوالي “جاممدو” والشيخ ولد بيده” سعيا وراء إقناعهما بالتخلي عن المصطفى الذي يقربهما حتى لايحدث صدام عسكري بين قطاعيهما والجيش إن هم أاردوا التدخل لصالحه، فأما جا فاقتنع بالفكرة ووافق على الإنضمام لنا على الفور، أما الشيخ فرفض لكننا هددناه بأننا سنعتقله إن لم ينضم إلينا، فوافق ظاهريا لكننا علمنا لاحقا أنه عندما خرج من عندنا اتصل بكادير الذي كان رجل ثقته وطلب منه مرافقته في نزهة إلى خارج العاصمة، فلما قطعا مسافة طويلة أوقف السيارة وقال له وهو في غاية التوتر لقد أردت إعلامك بنبأ عظيم

يتواصل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى